ما أتفه الكلمة الإعلامية حين تباع وتشترى، وتساوم على الحقيقة والصدق فتعتمد التحريف والأكاذيب لقاء ثمنٍ، وإعلام المساوم هذا هو إعلام محور ما يسمى بمحور المقاومة الناشط في سورية ولبنان، ويمكن أن نلمس استحقاقه تسمية المساوم من خلال موقفه من انتفاضة الشعب الإيراني وتظاهراته الاحتجاجية التي عمت سبعين مدينة إيرانية، فيما يسميها هذا الإعلام الأعور تظاهرات العملاء وهو التوصيف الرسمي للتظاهرات من قبل إعلام الملالي وأزلامه، وهو يكرر كالببغاء كل ما ينشره هذا الإعلام ويصرح به المسؤولون في النظام المذعور من رسالة المتظاهرين وهتافاتهم حول إسقاط النظام، ويزعم أن الدوافع الحقيقية للاحتجاجات ليست اقتصادية، إنما تظاهرات العملاء الأجانب. وفي تحريف مفضوح لحقيقة التظاهرات وتوجهاتها لزم إعلام النظام السوري الصمت واكتفى بنشر خبر حول ما سماها "مسيرات مليونية في إيران احتجاجاً على التدخل الأجنبي ودعماً للقيادة الإيرانية" كل هذه الهتافات بشأن إسقاط علي خامنئي والنظام برمته وسقوط قتلى وجرحى بين صفوف المتظاهرين واعتقال المئات وتكتب القصة وينشر الخبر على أنها تظاهرات مليونية لدعم القيادة الإيرانية؟ يا لها من كذبة بائسة. الإيرانيون يهتفون الموت للدكتاتور وإعلام الأسد يحرف القول ويدعي أنهم يتظاهرون تأييدا للقيادة الإيرانية؟ أما قناة المنار التابعة لميليشيا "حزب الله" اللبناني، فقد اكتفت بنشر التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين حول التظاهرات في البلاد، ومنها ما أوردته من رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية (بهرام قاسمي) حول تعليق ترامب على تظاهرات إيران التي قال فيها، إن "الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد"، حيث رد قاسمي بقوله: "إن الشعب الإيراني لا يأبه للادعاءات الانتهازية التي يطلقها المسؤولون الأميركيون وشخص الرئيس الأميركي ترمب ودعمهم لبعض التجمعات التي أقيمت مؤخراً". من جهتها، تجاهلت قناة 'إن بي إن' اللبنانية، نقل أي خبر حول ما يجري من تظاهرات في إيران، وتتبع القناة حركة أمل الشيعية، التي يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري، والمحسوبة على 'الإعلام المقاوم'، كما يصف نفسه. وعمدت قناة العالم الإيرانية، التي ترفع شعار "الحقيقة كما تراها"، لنشر الأخبار الصادرة عن الداخلية الإيرانية، محذرة المتظاهرين من "خرق القانون والنظام"، عدا عن استضافة محللين سياسيين لمناقشة ما تسميه "خلفيات التهويل الخارجي لما وصفته بالاحتجاجات المطلبية المحدودة". وكانت قناة "خبر" الإيرانية قد نقلت عن "مصدر مطلع" في هيئة الإذاعة والتلفزيون، أن عدم تغطية أحداث اليومين الماضيين سببه "أوامر أجهزة مسؤولة طالبت بعدم تغطية الحدث في هيئة الإذاعة والتلفزيون". وكانت انطلقت الخميس الماضي من مدينة مشهد، شمال شرق البلاد التظاهرات ضد حكم ملالي إيران، وسرعان ما اتسعت رقعتها حتى وصلت العاصمة طهران والمحافظات الأخرى، في الغرب (قم، وكرمنشاه) والوسط (ويزد) و(قزوين) شمالاً، و(نيسابور)، شمال شرق. Your browser does not support the video tag.