مرة أخرى تحاول عصابات الحوثيين الخروج من المأزق من خلال إطلاق صواريخ بالستية على مدينة الرياض، هذه المحاولة المغامرة سوف تكون لها عواقب خطيرة على هذه العصابات الإجرامية والنظام الإيراني الداعم لها، في محاولتها استهداف مطار الرياض والمناطق السكنية، ترمي هذه العصابات إلى تحقيق انتصارات وهمية لأنها تعرف أن هذه المحاولات سيكون مصيرها الفشل كسابقاتها بفعل يقظة منظومة الدفاعات الجوية السعودية. منذ استيلاء هذه العصابات على الشرعية في اليمن، أثبتت على الرغم من كل الشعارات الجوفاء التي ترفعها، أنها عديمة الأخلاق، لذلك يجب ألا نتوقع منها أن تكون أخلاقية في المواجهة العسكرية. لقد أعلنت المملكة منذ البداية أن هذه العصابات لا تملك الخبرة أو التقنية لإنتاج مثل هذه الصواريخ، كما تزعم، وأن إيران هي التي تزودها وتديرها، وقد جاءت تقارير المخابرات الأميركية لتثبت مصداقية ما قالته المملكة بعدما تبيّن من تجميع بقايا هذه الصواريخ أنها تحمل البصمة الإيرانية. ولأن الحوثيين لا يملكون مشروعًا سياسيًا لحل مشكلات اليمن، سوى المشروع الإيراني الطائفي للتمدد في المنطقة على حساب أمننا وسلامة أراضينا، فمن المؤكد أنهم لا يمكن أن يقدموا على أي خطوات عسكرية تصعيدية من دون ضوء أخضر من طهران. تصريحات كثيرة صدرت عن الولايات الأميركية وبريطانيا ودول صديقة أخرى تدين هذه المحاولات الحوثية - الإيرانية، كما أعلن الرئيس ترمب في إستراتيجية الأمن القومي أن إيران في مرمى الهدف وأن الولاياتالمتحدة ملتزمة بحماية أمن أصدقائها. مما لا شك فيه أن هذه المحاولات تهدف إلى تخفيف الضغط على الحوثيين الذين أخذوا يخسرون غطاءهم الشعبي بعد ابتعاد حلفائهم القدامى في أعقاب اغتيال علي عبدالله صالح، كما أنها بالأساس محاولة إيرانية لكسب أوراق في التفاوض مع الجانب الأميركي حول مشروعها النووي والصاروخي. من الواضح أن الحصار المفروض على المياه اليمنية لمنع تهريب إيران للأسلحة، أثبت فاعليته لأن هذه المحاولة الجديدة تهدف إلى تحويل الأنظار عن جريمة الحوثيين الأصلية وهي استيلاء أقلية طائفية على السلطة بقوة السلاح؛ لذلك يجب الاستمرار في هذا الحصار من أجل خنق هذه العصابات الإرهابية، هذا الحصار حق مشروع من أجل إجبار الطرف الآخر على القبول بالحوار أو الاستسلام، أما الذين ينادون برفع هذا الحصار من دون ثمن، فعليهم ألا يكيلوا بمكيالين لأنهم يمارسون هذه السياسة وينكرونها على قوات التحالف. الحوثيون سوف ينهزمون في النهاية، لكن المهم هو أننا على ثقة بأننا سوف ننتصر بإذن الله!