عندما سئلت عن المشاركة السعودية في "خليجي الكويت" لم أكن متفائلاً بقدر ما كنت متطلعاً لمعرفة نتيجة شجاعة المؤسسة الرياضية. أكثر المتفائلين لم يكن ليصدق أن حصاد "الأخضر" أربع من ست نقاط متجاوزاً المستضيف بالنقاط الثلاثة ومتعادلاً مع الإمارات بكامل نجومه وبعرض يضاهي المنتخب الأساسي. كل ذلك بالرديف وبمن لم يشاركوا رسمياً في أندية حتى الآن.. أخجلتم من كان مناظراً لفشلكم توقعاً لا تأملاً.. يكفينا من ما قدمه اللاعبون ذلك الحماس والطموح الذي لم يتزعزع مع مواجهة المستضيف المتعطش لإعادة أمجاده ولم ينكسر أمام طوفان لهفة نجوم "دار زايد" لاستغلال غياب نجوم "مونديال روسيا" عن المشهد الخليجي. لعل من المنطق أن يقال عن التجربة إنها نجحت حتى وإن لم يحقق المنتخب الواعد الذهب لأنه ذهب ليبرهن أن السعودية ولادة مواهب ونجوم. يكفي أن كل من وقف للسلام الوطني السعودي يردد الكلمات ويعيش الفخر الوطني ولا يحتاج إلى مترجم أسباني أو فرنسي، فهم ممن عاش وترعرع على أرضها لم ترتبط وطنيتهم بجواز سفر مؤقت حتى إن كان بينه وبين اللغة العربية ما بين المشرق والمغرب. التجنيس ليس عيباً بل هي فرصة عدم تفويت المواهب التي رأت النور وعاشت وتعلمت في البلد، وكم من نجم فقدناه بسبب أهمال مشروع كان من الأجدى تنفيذه. كنا نعض أصابع الندم كل ما ذُكر عمر عبدالرحمن "عموري" وهناك من غادرنا إلى حيث لا نعلم وجهتهم أو مستقرهم ولكن استفقنا لنرى حلم النمر ورفاقه يتحقق في الواقع.