ارتفعت وتيرة الحملة الإعلامية العالمية، التي تقودها عدد من وسائل إعلام أوروبية، تستهدف الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لإجراء المزيد من تحقيقات والاستجوابات للكشف عن الشبهات التي تحيط بملف استضافة قطر ل"مونديال 2022" وعلى الرغم من أن صحيفتي "غارديان" و"ديلي ميل" البريطانيتين هما الأكثر اهتماماً بهذه القضية داخل الإعلام الأوروبي، إلا أن صحيفة "يو أس آيه توداي" الأميركية التي تم تأسيسها عام 1982، وتتخذ مقرها في مقاطعة كولومبيابواشنطن، واصلت حملتها للمطالبة بتحقيقات موسعة وكشف جميع الأوراق المغلقة في ملف المونديال الأكثر جدلاً وفساداً بتاريخ اللعبة المستديرة، تزامناً مع المحاكمة التي تتم خلف الأبواب المغلقة في محكمة نيويورك، وأطاحت بعدد من رجالات "الفيفا" المتورطين بشبه فساد ورشاوى قطرية. وتحت عنوان: "من الواجب على إنفانتينو إثبات التزام الفيفا بالتطهير"، نشرت الصحيفة الأميركية تقريراً مطولاً قالت فيه: "هل سيأمر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بمزيد من التحقيقات بشأن الاتهامات الجديدة والتي تتعلق بتقديم رشاوى مرتبطة بعرض قطر لاستضافة مونديال 2022 أم لا ؟، لاسيما في ظل الاتهامات الجديدة التي تفجرت في قاعة المحكمة الفيدرالية الأميركية والتي تقود عملية محاكمة للمتهمين بهذا الملف، فهناك ممارسات فاسدة متعلقة بالملف القطري، شكّلت سحابة شكوك جديدة حول النهج الذي اتخذته قطر خلال عملية تقديم عرضها لتنظيم البطولة". وترى الصحيفة الأميركية أن جياني إنفانتينو، يتواجد في موقع يناسب تشكيل مستقبل الاتحاد الدولي، واستعرض التقرير مسيرته المهنية داخل أروقة المؤسسات الرياضية، والتي مر من خلالها بالعديد من المناصب، كأمين عام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وعضو لجنة إصلاح الاتحاد الدولي للعبة عام 2015، حتى نجح لتولي رئاسة الاتحاد الدولي وخطف المنصب. وقالت الصحيفة: "الفرصة الآن سانحة أمام إنفانتينو ليظهر للعالم عن مدى التزامه بإصلاح الفيفا، وإزالة الفساد عن ظهر المؤسسة الرياضية، لذلك أصبح اليوم أمام الرئيس الجديد ل"الفيفا" الكثير من الدعوات المباشرة وغير المباشرة، ليتحرك بهذا الملف ويفتح التحقيقات بشكل موسع". وتلقت محكمة نيويورك الفيدرالية، الكثير من الأدلة التي تؤكد إدانة قطر وتورطها بتقديم رشاوى ومبالغ مالية، مقابل شراء أصوات الأعضاء المؤثرين في المؤسسة الرياضية، وقال التقرير الصادر من واشنطن: "داخل محكمة نيويورك تم استعراض الأدلة التي تدين الدوحة، وذلك على لسان عدد من شهود الإثبات الذين حضروا جلسات المحاكمة، التي استجوبت خوان أنخل ناباوت رئيس اتحاد كرة القدم الأورغوياني، ومانويل بورجا رئيس الاتحاد البيروفي سابقاً، وخوسيه ماريا الرئيس السابق لاتحاد الكرة البرازيلي، وهم المتورطون بتهم احتيال وابتزاز وغسيل أموال". ووفقاً للتقرير ذاته فإن المحكمة الفيدرالية استمعت لأكثر من شاهد وجميعهم أكدوا أن حكومة الدوحة وضعت خطة واسعة النطاق، تستهدف شراء أصوات مسؤولين بارزين في "الفيفا"، لاسيما الأعضاء الذين يمثلون اتحاد أميركا الجنوبية في اللجنة التنفيذية للاتحاد، وفي مقدمة هؤلاء رئيس الاتحاد الأرجنتيني ونائب رئيس الاتحاد الدولي خوليو جرندونا وقالت الصحيفة: "كانت الخطة أن يحصل جرندونا على مبالغ تتراوح من مليون إلى مليون ونصف المليون دولار، كما وجدت رشاوى تصل قيمتها إلى 15 مليون أخرى عرضت على أعضاء ستة آخرين يشغلون مناصب اتحادات لاتينية خلال جلسة عُقدت في مدريد عام 2010 حضرتها شخصية قطرية تسترت بجلباب أنها تمثل شبكة تلفزيونية في إسبانيا، وهذه الممارسات ستجر على كرة القدم ثقافة الفساد، والتي أصبح من الواجب على الاتحاد الدولي اجتثاثها من جذورها".