شكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأميركي دونالد ترمب على "المعلومات التي سلمتها السي آي ايه (وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية)" لروسيا وأتاحت على حد قوله إحباط مشروع اعتداء في سان بطرسبورغ. وأورد الكرملين في بيان أن بوتين "شكر نظيره الأميركي على المعلومات التي سلمتها السي آي ايه" وأتاحت "كشف واعتقال مجموعة إرهابية كانت تعد" لاعتداءات في سان بطرسبورغ. وأورد البيان "تبين أن المعلومات التي تلقتها السي آي ايه كانت كافية لرصد المجرمين والبحث عنهم واعتقالهم"، مضيفاً أن الإرهابيين كانوا يعتزمون "تنفيذ تفجيرات في كاتدرائية سيدة قازان وأماكن أخرى مزدحمة بالناس في المدينة". وأعلنت أجهزة الاستخبارات الروسية (اف اس بي) الجمعة أنها اعتقلت خلية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي كانت تستعد لارتكاب اعتداءات في 16 ديسمبر في سان بطرسبورغ. وتم اعتقال ما مجمله سبعة أشخاص. وأوضحت الأجهزة الروسية أنها ضبطت "عدداً كبيراً من العبوات الناسفة وأسلحة آلية وذخائر"، لافتة إلى أن المجموعة كانت تخطط لتنفيذ "اعتداء انتحاري" إضافة إلى "مجازر وتفجيرات في أماكن مكتظة". من جهته أعلن البيت الأبيض في بيان أن "الرئيس ترمب أعرب عن تقديره للمكالمة وقال لبوتين إنه وجميع أجهزة الاستخبارات الأميركية كانوا سعداء بمساعدتهم على إنقاذ عدد كبير من الأرواح". وأضاف البيان أن ترمب شدد "على أهمية التعاون الاستخباري لإلحاق الهزيمة بالإرهابيين أينما كانوا". في الوقت الذي لا تزال العلاقات بين واشنطنوموسكو تشهد توترا على خلفية الاتهامات بتدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016، وأيضاً على الخلافات العميقة حول الملفات السورية والكورية الشمالية والأوكرانية، أبدى الرئيسان الكثير من المودة هذا الأسبوع. فالخميس، وخلال مؤتمره الصحافي السنوي اعتبر بوتين أن الاتهامات بالتدخل في الإقتراع الرئاسي الأميركي "لفقها" خصوم ترمب "لنزع الشرعية عنه". إلا أن بوتين أعطى انطباعاً إيجابياً عن الأشهر الأولى لترمب على الصعيد الاقتصادي وقال أنه يتوقع "بشكل موضوعي تحقيق نتائج مهمة خلال فترة قصيرة"، كما أضاف أنه يأمل في تطبيع "العلاقات (بين موسكووواشنطن) لما فيه مصلحة الشعبين الروسي والأميركي". وقال بوتين "هناك أمور يرغب بالقيام بها لكن لم يتمكن من ذلك بعد. لقد أشار إلى تحسين العلاقات مع روسيا لكن بالطبع حتى لو أراد ذلك، فلن يتمكن في هذه المرحلة بسبب وجود بعض القيود كما تعلمون". لكن تطبيع العلاقات يتطلب أكثر من ذلك فبعد أن تنافس البلدان في فرض عقوبات دبلوماسية بلغت أوجها في سبتمبر الماضي مع طرد ممثلين من كل جانب، انتقلت المواجهة بينهما إلى الساحة الإعلامية. في نوفمبر 2017، أمرت واشنطن شبكة "روسيا اليوم" بأن تتسجل على أنها "عميل أجنبي" ما أثار رد فعل فوري من موسكو التي قامت على الفور بتصنيف العديد من وسائل الإعلام الأميركية بالمسمى نفسه وذلك بعد التصويت على قانون يجيز ذلك. في الولاياتالمتحدة، تسارعت في ديسمبر وتيرة التحقيق الذي يقوده مدع خاص حول التدخل الروسي مع توجيه الاتهام إلى مايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق لترمب والذي أقر بأنه كذب على المحققين الفدراليين ووافق على التعاون مع القضاء. من جانب آخر قال ترمب للصحفيين إنه لا يعتزم إقالة المستشار الخاص روبرت مولر. وفي الأيام الأخيرة عبر نواب ديمقراطيون عن قلقهم من أن ترمب قد يقيل مولر الذي يحقق في مزاعم تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 واحتمال تواطؤ ترمب أو أحد في فريقه مع موسكو. وتنفي روسيا تدخلها في الانتخابات كما ينفي ترمب حدوث أي تواطؤ.