لا يوجد مستحيل ولكن يوجد ممكن.. هذه القاعدة التي أؤمن بها شخصيا تنطبق على أي مجال تتخيله.. فبقدر العزيمة التي تقف خلف "الإنجاز" يصبح المستحيل ممكنا. حين تملك الإصرار على فعل الشيء ستجد (ألف طريقة) لفعله، وحين تتقاعس وتتردد ستجد (ألف عذر) لعدم فعله.. المستحيل حالة ذهنية لاتوجد إلا في عقل من يؤمن بها.. ماتراه أنت مستحيلا يراه غيرك ممكنا، وماتراه أنت ممكنا يراه غيرك مضمون النتائج.. كلما كنت عظيما في أحلامك وطموحاتك كلما صغرت في عينيك الإنجازات التي يراها غيرك بحجم الجبال (وهي الحقيقة التي عبر عنها المتنبئ بقوله: وتعظمُ في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم).. راجع سير القادة والعظماء ستكتشف أنهم (قبل قهرهم للمستحيل) تعاملوا معه على أنه أمر "ممكن".. قبل أن يحاصر محمد الفاتح القسطنطينية، وقبل أن يوحد الملك عبدالعزيز الجزيرة العربية، وقبل أن يتغلب نبينا محمد عليه أفضل السلام على قريش والقبائل العربية كان الجميع يعتبر أحلامهم من قبيل المستحيل.. لم يخطر ببال أحد أنها إنجازات ممكنة باستثناء من قاموا بتنفيذها فعلا.. وحين يؤمن القائد بقدرته على إنجاز المستحيل يُلهم من حوله ويستقطبهم نحو حلمه، حتى وإن كان في قلوبهم شيء من الشك والتردد... غير أن قوة العزيمة والثقة بالإنجاز لا تكفي وحدها لقهر المستحيل.. يجب أن تكون انسانا واقعيا وبراغماتيا تدرس المستحيل بشكل عميق واحترافي لتتعرف على نقاط قوته وضعفه وكيف يمكنك قهره.. كلما تعمقت في دراسة "المستحيل" تشعر أنه أصبح سهلا وممكنا وتحول إلى صديق تعرفه جيدا أو على الأقل ألفت وجوده معك... خذ كمثال محمد الفاتح الذي تملكته فكرة فتح القسطنطينية وتحقيق نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم (لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش).. أصبح مهووسا بهذه الفكرة لدرجة لم يعد ينام الليل.. درس كل الخرائط وأمر بصنع مجسم للمدينة والمضايق البحرية المحيطة بها. أمر ببناء سفن تسير على اليابسة (فوق سكك خشبية) كي يتجاوز السلاسل التي تقفل مداخلها البحرية.. استقطب أفضل صانعي المدافع من أوربا ودرب جنوده على قذف أسوار المدينة في نقاط متفق عليها.. استوعب كافة نقاط الضعف والقوة حتى تملكته قناعة بأن احتلال القسطنطينية ليس مستحيلا كما يعتقد معظم الناس.. وحين أتت ساعة الصفر شن حصارا منظما (وموجودا في رأسه مسبقا) وتمكن فعلا من اقتحام المدينة عام857ه وتحقيق نبوءة عجز عن تحقيقها خلفاء بني أمية والعباس... ...باختصار؛ كي تحقق المستحيل عليك أن تؤمن أولا: . بعدم وجود شيء يدعى مستحيلاً... . وبأن قدراتك النفسية والذهنية تراه في خانة "ممكن"... . وبأنك درست نقاط قوته وضعفه (حتى أصبح صديقا تعرف كل أسراره)... ...حينها فقط ستتحقق فيك نبوءة المتنبئ: وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ