يحظى المنتخب السعودي لكرة القدم مساء اليوم في حفل رياضي غنائي هو الأول من نوعه بتكريم من الهيئة العامة للرياضة تقديرا لإنجازه بالوصول إلى نهائيات كأس العالم 2018، للمرة الخامسة في تاريخه بعد غيابه القسري عن مونديالي 2010 و2014، وهذه الاحتفائية تأتي بعد التكريم الكبير والأبرز من خادم الحرمين واستقبال رئيس وأعضاء الاتحاد واللاعبين والجهازين الفني والإداري تشكل حافزا لنجومه والمسؤولين عنه، ويشعرهم بقيمة ما حققوه، والآمال المعقودة عليهم في "روسيا" صيف العام المقبل وتقديم صورة مشرفة ونهضة جديدة مقبلة لكرة القدم السعودية وأهمية استفادة اللاعبين من الإمكانيات الموجودة والدعم الحالي ووقوف القيادة الرياضة ممثلة بتركي آل الشيخ، وضرورة تغيير الفكر ومواكبة المرحلة المقبلة بعمل تليق نتائجه بقيمة الوطن وتاريخ رياضته، والمراقبة للنتائج المنتظرة لها من الجميع وتعاملها مع العصر الحالي، وكيف تلقي خلفها غبار الإخفاقات وظروف التراجعات وتراكم الأخطاء وعشوائية أداء الاتحادات وقرارات اللجان إلى معانقة عهد جديد يبدأ من نهائيات كأس العالم المقبلة وملاقاة روسيا والأوروغواي ومصر، وظهور منتخب مختلف ولاعبون بمستوى غير روح تنبض بالعطاء والنجومية والإخلاص للشعار "الأخضر"، حتى نثبت للعالم أن التغييرات الماضية والجارية تسير في الطريق الصحيح وأن الجميع منسجم معها ويواكب مرحلة خلع رداء التراجع إلى شخصية جديدة وفكر مختلف ونتائج إيجابية للرياضة السعودية في كرة القدم ومختلف الألعاب. نعم تكريم الليلة على الرغم مما يحفل به من تقدير للعطاءات اللاعبين الحاليين والنجوم السابقين وتخليد ذكريات إنجازات الوطن على المستوى الرياضي هو رسالة عنوانها (ماذا سنفعل في روسيا 2018.. لا نريد مشاركة من أجل المشاركة، ولكننا نريد مسح الإخفاقات في مونديالات 1998 و2002 و2006 والغياب القسري عن جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014).. طبيعي أن يخرج البعض ويقول هل لدى "الأخضر" الأسلحة لمقارعة روسيا في الافتتاح وإحراج الأوروغواي وهزيمة مصر، وجميع هذه المنتخبات لديها لاعبون محترفون في الخارج، ويتفوقون من حيث التجارب وتنوع المدارس؟.. الجواب أداء وروح وشعور بالمسؤولية قبل النتائج، مالم تحضر هذه العوامل لن نحقق ما نريد، ودائما ما تقترن بالنتائج السلبية بغياب الروح والتهاون وعدم التنظيم وغياب الفكر والمسؤولية، فروسيا فرصة لنقول للعالم إن 2018 بداية عودة الرياضة السعودية لتحقيق ما يبحث عنه عشاقها، ولا ننسى ضرورة مواكبة التحولات الحالية التي تشمل توقيع الاتفاقيات الرياضية والكروية مع بعض البلدان لاكتساب وتبادل الخبرات وتدريب اللاعبين والكوادر الإدارية وشق الطريق من خلالها إلى مكانة تشعر من خلالها بالاحتراف الحقيقي في أداء وفكر العمل والعمل الإداري والفني.