في هذه الأيام ونحن مقبلون على فصل الشتاء وبرودة الأجواء؛ حيث موسم التخييم والمخيمات البرية بين الرمال الذهبية الجميلة يأتي البعض منا إلى هذه الأماكن ويختار المكان النظيف بعناية بعد بحث وعناء قد يطول وينصب الخيمة أو الرواق أو المفرش وينزل أغراض وحاجيات الرحلة من أطعمة وأوانٍ بلاستيكية وأثاث وينسى أن يحضر معه غرضا لا يقل أهمية عن الأغراض الأخرى ألا وهو (أكياس النفايات)، نعم إنها مهمة جدا، ولكننا للأسف لا نوليها أهمية ونترك نفايات الرحلة على البلديات وعمال النظافة، وبالتالي تتطاير في الهواء وتنتشر في كل مكان من المتنزه وتلوث البيئة وتفسد الأماكن الجميلة على غيرنا. ومن ضمن التصرفات الخاطئة التي يمارسها البعض منا في الرحلات البرية قطع الأشجار والشجيرات والنباتات أو دهسها بالمركبات وإشعال النار بينها ورمي الأطعمة المطبوخة وجلود الحيوانات في غير مكانها المخصص، وما ينتج عن ذلك من ظهور الروائح الكريهة التي تؤذي المتنزهين وتنفرهم من المكان، وهذه هي الأنانية وعدم الاكتراث للآخرين. ورغم ما تقوم به أمانات المدن والبلديات مشكورة من تنظيف ونشر عمال النظافة ووضع حاويات وبراميل النفايات وإقامة حملات تنظيف المتنزهات بين الحين والآخر إلا أن هذا لا يكفي ما لم يكن لدينا وعي كافٍ بأهمية الحفاظ على النظافة والبيئة كأنها منازلنا واستراحاتنا ونغرس هذا المفهوم في أطفالنا والأجيال الناشئة وفي المدارس كي ننشئ جيلا واعيا محبا للبيئة ومحافظا على نظافتها ويكون شعارنا (اجعل المكان أفضل مما كان). نتمنى من الأمانات والبلديات في المدن والمحافظات مشكورة أن تقوم بجولات ميدانية مكثفة في المتنزهات البرية وخاصة في نهاية الأسبوع ومواسم الرحلات بتوزيع النشرات التوعوية وتوزيع أكياس النفايات على المتنزهين ووضع الحاويات الكبيرة والصغيرة في الأماكن التي يكثر ارتيادها من المتنزهين، وفرض الغرامات المالية على كل من لا يلتزم بالنظافة حتى لا يكون لأي متنزه العذر في المخالفة، وهذا النظام معمول به في بعض الدول، نتمنى من الأمانات تطبيق هذا النظام في ظل قصور الوعي البيئي لدى البعض منا للأسف الشديد.