حينما تقود سيارتك فذلك يعني أنك يجب أن تكون متيقظاً لأي موقف قد يحدث لك في خط السير بشكل غير متوقع، فالمشكلة ليست فقط في التركيز على الطريق من حيث الإشارات المرورية والالتفاف والدوران والخروج من المنعطفات والوقوف في المكان المحدد عند الإشارة الحمراء، إنما المشكلة الكبيرة في وجود بعض القائدين للسيارة والتي أثبتت الكثير من التجارب بأنهم غير متوازنين نفسياً وما يدلل على ذلك ممارساتهم غير المعقولة في القيادة والتي تعرضهم للخطر، وتعرض الآخرين كذلك لذات المصير، فهناك من سائقي السيارة من يقود بسرعة هائلة ويعبر بمحاذاتك وكأن لديه رغبة أكيدة بالموت أو الانقلاب إلا أنه يرغب في أخذك معه، وهناك من يتجاوزك وهو قادم من أقصى اليسار إلى اليمين فتضطر للوقوف لتفاديه، في حين قد يدخل البعض بشكل غير معقول بين الزحام بسرعة جنونية وربما اقترب البعض من سيارتك من الخلف وكأنه يرغب في الارتطام بك.. في الوقت الذي تحاول أنت كسائق أن تكون ملتزماً بأنظمة المرور.. وأكد أصحاب التجارب أن قيادة البعض للسيارة تكشف عن خلل نفسي كبير مصاب به البعض مشددين على ضرورة أن يدرج الكشف النفسي والعقلي مع شروط استخراج رخصة القيادة وذلك بعد أن وجد هؤلاء بأن هناك الكثير من الممارسات أثناء القيادة تبحث عن سبل كفيلة للموت أو لوقوع حادث دون اكتراث مشيرين إلى ضرورة فرض الضوابط الصارمة لاحترام الأنظمة والقواعد المرورية ليس فقط في الشوارع الرئيسية وإنما حتى في الطرق الفرعية المحاذية للمنازل . طيش وجنون ترى مشاعل عطاء مختصة في مدرسة رياض الأطفال أن هناك الكثير من التجاوزات لبعض السائقين تجعل المرء يشعر بأنه في خطر محقق في كل لحظة وهو خارج المنزل، فلاحظت ذلك من خلال تواجدها في سيارتها برفقة سائقها الخاص فهناك من يحاول أن يتجاوز السيارة وهو في الخلف بالقوة ويغضب حينما يصر صاحب الحق على الوقوف في مكانه في حين يستخدم البعض الترهيب والتخويف بالقيادة بسرعة كبيرة ثم الاقتراب من الخلف بالسيارة وكأنه يقول " اتركوا الطريق لي " وهذا يكشف عن عدم توازن نفسي لدى البعض، فبعض الممارسات تجعل من المرء يقف في دهشة من هولها لفرط الخطر الذي يصاحبها في حين من يقوم بذلك الخطر غير مبالٍ وكأنه معتوه أو مجنون ولذلك فالتأكد من السلامة العقلية والنفسية ضرورة ملحة لتنظيف الشارع من مثل تلك الاختلالات والتجاوزات. عدوانية مكشوفة ويؤكد صلاح منتصر موظف في القطاع الخاص أن ما يحدث في مسرح الشارع حالة غير منطقية فالكثير من السائقين تدور حولهم الملاحظات الكثيرة والتي تؤكد عم توازنهم النفسي مشيراً إلى الموقف الذي تعرض له حينما لاحظ وجود سيارة قادمة من الخلف بسرعة كبيرة وحينما أخذ الجانب اليمين من الشارع وخفف السرعة جاءت السيارة المسرعة من اليمين أيضا وحينما حاول أن يتوسط الشارع تفاديا لها أيضا لحق به إلى الوسط في حالة عدوانية غير مفهومة فلم يستطع أن يجتنب ذلك الاختلال إلا بتشغيل الإشارات الضوئية والتخفيف من السرعة ثم الإمساك على هرن التنبيه، مبيناً أن هناك خلل كبير يكشف عن اختلالات نفسية لا بد من إيجاد حلول لها خاصة لمن يرغب بقيادة السيارة. الاعتداء الصريح ويرى سعد فلاح والذي يعمل كمعلم أن ربط استخراج رخصة القيادة بالتأكد من السلامة النفسية أمر مهم خاصة وأن مجتمعنا يوجد به الكثير من الجنسيات المتعددة والتي تأتي من بيئات لم تعتد على قيادة السيارة في مثل شوارعنا خاصة من فئة السائقين الخصوصيين للعائلات، فهناك الكثير من الأخطاء التي يرتكبونها والتي تشكل خطراً كبيراً، فمثل هؤلاء السائقين يأتون من أوطانهم وهم لا يعرفون كيف تكون القيادة فيتعلمون في شوارعنا ويرتكبون المخاطر، وهناك من ليس متوازناً نفسياً ولا عقلياً مشيراً إلى الحادث الذي تعرض له والذي يدل على عدم توازن نفسي لدى السائق الآخر فقد توجه إلى مواقف أحد السوبر ماركت الكبيرة حتى يتبضع وكان المسار للدخول ضيق والسيارات تباعاً في حين يوجد مسار صغير فرعي لمن رغب أن يخرج من المواقف وقد كان المسار له فسار بسيارته إلا أن هناك أحدهم كان يرغب بالخروج من المواقف وحينما لم يقف له أحد حاول أن ينتزع ذلك بالقوة ودخل على المسار الرئيسي ثم وقف محايداً وبعد أن تقدم بسيارته رجعت تلك السيارة للخلف وضربت السيارة بشكل متعمد ثم فرت هاربة كنوع من الانتقام. احترام الأنظمة ثمن نائب رئيس الجمعية السعودية للخدمة الاجتماعية الصحية د. طلال الناشري فكرة ربط استخراج رخصة قيادة للسائقين بخضوعهم لاختبار يكشف مدى لياقتهم النفسية فسلوكيات بعض السائقين وممارساتهم أثناء القيادة ووقوفهم الخاطئ يدل على جزأين: الأول يتعلق بعدم احترام الأنظمة وعلى عدم وجود التغذية الأسرية التي تربي على احترام النظام واحترام الآخرين فعلى سبيل المثال نجد أن هناك من يقف أمام الإشارة فيأتي من يقف أمامه دون حرج فهناك عدم احترام للآخرين بشكل واضح وهذا يوجد لدى بعض السائقين خاصة من فئة الشباب وهنا يأتي دور الأسرة في تربية الأبناء على احترام الأنظمة والقوانين فمثل هذه السلوكيات تنعكس على مخرجات الأسرة داخل البيت وهنا يأتي دور التوجيه والتعليم أما الجزء الآخر فيأتي من حالة نفسية غير متزنة وربما البعض يصاب بحالة مزاج سيئة بشكل طبيعي نظراً للزحمة والحر الشديد فينفعل وتبدر منه أفعال سيئة فلا يستطيع التحكم بحالته النفسية، إلا أن هناك من يعاني من ضغوطات نفسية تتحين الفرصة حتى تظهر فتظهر في سلوكياته أثناء القيادة. وذكر الناشري أن هناك الكثير من الممارسات التي تكشف على أنانية البعض وعدم سلامتهم النفسية فهناك من يقف ينتظر لدقائق حتى يدخل في موقف خاص أمام محل تجاري فيأتي من يقود سيارته بسرعه ويدخل في ذلك الموقف دون أن يهتم لغضب من انتظر طويلاً حتى يفرغ ذلك الموقف للسيارة وهذا يدل على قلة الأخلاقيات لدى البعض فينعكس ما يتعلمه الفرد على سلوكياته في الشارع مبيناً أن الواجب على كل من يقود سيارة ويمنح رخصة القيادة أن يكون سليماً نفسياً وجسدياً ولكن للأسف أننا في منح رخص القيادة نعتمد على بعض الاشتراطات كسلامة النظر والقدرة على القيادة وأمور لا يتم الالتفات فيها إلى الصحة النفسية ومدى توازنها لدى السائق على الرغم من أهمية ذلك لأنه سيسهم بشكل كبير في قيادة صحيحة واحترام للحقوق على غرار تجربة بعض الدول فعلى سبيل المثال في المطار حينما تذهب إلى سيارة أجرة وتقف في نصف المسار يطلب منك صاحب سيارة الأجرة أن تذهب إلى من هو في الأول وفي ذلك احترام للآخرين وأخلاقيات لا يتجاوزونها في القيادة مما ينعكس بشكل كبير على مجتمعاتهم، بخلاف ما يحدث في مجتمعنا فبعض سيارات الأجرة يتنازعون على الزبون وربما حدث شجار بينهم فنحن نتحدث في ذلك عن جنسيات متعددة ومختلفة لا يفكرون سوى في المكسب . بعض السائقين الأجانب لا يجيدون أساسيات القيادة الآمنة ننتظر فحص اللياقة النفسية لسائقي المركبات قبل منح الرخصة