أستمع في بعض المجالس نقداً لنظام (ساهر) المروري، وتكمن حيثيات النقد بأن الغرامات عالية وأنه مبالغ في اعتبار بعض الأشياء بأنها مخالفة، ولكن من وجهة نظري الشخصية ان النظام ممتاز وينقصه بعض النقاط لتتكامل تعتبر تطورا للنظام.. المرور في أي دولة هو علامة نضج المجتمعات واحترامها للنظام. من يرى قيادة البعض يشعر بأنه في حالة خطر في مركبته ويكره الخروج من بيته.. أمامي رأيت دون أن يروي لي أحد عدة مناظر تثير الغضب والاستفزاز منها شاب أظنه ما يزال في سنينه المدرسية يعبث بسيارته ويبدو أنه أراد أن يثير البهجة في قلوب زملائه الذين كانوا معه بأن يجعل مركبته تسير على شكل حلقات متسلسلة ثم يستأنف السير بشكل عادي، عرض الشارع لم يكن يساعده فتوقفت سيارته على طرف الرصيف وهو مقابل لسيارة بها عائلة من الوالدين والأطفال، ولولا رحمة الله لحدث تصادم شنيع، ورغم كل ذلك لم يفكر أن يعتذر وبكل برود غير مساره وتحرك، وغير ذلك الكثير مما لا تستطيع مساحة هذا المقال تسجيله من عدم احترام بعض الشاحنات المسار المخصص لها وكذلك عدم احترام البعض لخط اليسار المباشر لدوران السيارة عند إشارة المرور والإصرار الغريب لدى البعض بالانتظار أمام الإشارة المرورية وليس خلفها. رخصة القيادة هى ليست فقط تصريحا على معرفة السائق بكيفية القيادة بل على احترام قوانين القيادة واحترام المجتمع، وهناك أيضاً بعض السلوكيات التي لا يعاقب عليها نظام (ساهر) مثل من يقف أمام مطعم ولكن يترك المكان المخصص للوقوف ويرجع للوراء ليخنق الشارع بحجة أنه لا يريد أن يسد عليه أحد، في الأمس سيارة إسعاف محبوسة في الشارع لم تجد من البعض من يمكنها للسير والتقدم وقد يكون من بداخلها عسير الحالة وقد يكون أخا أو أبا لا قدر الله.. للأسف ان ما ذكرت يدل على أنانية البعض.. بكل تأكيد أنا لا أعمم ولكن يوجد بين من يقود هذه السيارة عدد كبير من المراهقين والعمالة المتخلفة (المقصود متخلفة بمفاهيمها وليس حضورها مخالفاً قانونياً) تسيء للنسبة الواعية اجتماعيا وشكرا لنظام ساهر مهما بلغت غراماته.