في عام 1947م أمر الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بإنشاء خط التابلاين وهو عبارة عن خط أنابيب نفطي يمتد من حقول النفط في المنطقة الشرقية وبالتحديد مدينة بقيق إلى مدينة حيفا الفلسطينية، ثم تم تغيير مسار هذا الخط إلى مدينة صيدا بلبنان؛ بسبب قيام إسرائيل، وكان هدف الخط نقل النفط للأسواق الأوروبية والأميركية عبر البحر المتوسط بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لحاجتهم الماسة للنفط، وقد بدأ تشغيل الخط والتصدير عام 1950م ثم توقف عام 1967م باحتلال إسرائيل لهضبة الجولان التي يمر فيها خط التابلاين مع بقاء الضخ إلى مدينة الزرقاء الأردنية حتى توقف الضخ نهائيًا عام 1990م، وقد تم سحب النفط المتبقي في الأنابيب عام 2000م، وكان طول الخط يصل إلى قرابة 1700 كيلو متر، وقد تم إنجاز المشروع خلال ثلاث سنوات فقط في تلك الفترة، وكان يعتبر أضخم مشروع نفطي هندسي، وله فوائد وآثار جمة بمختلف الجوانب. الآن وفي الوقت الحاضر اختلفت الأوضاع والأحوال والظروف من جميع الجوانب وتشكلت الحاجات والرغبات والأولويات، ومنها: أمن منافذ النفط، وكذلك الاستفادة من جغرافية الوطن ودمج الحاجات ومزجها لتحقيق أعلى الفوائد؛ لاختصار التكلفة والوقت، وتحقيق التصدير الآمن، ومن ثم يتم النقل للأسواق الغربية مباشرة؛ ليستفيد الوطن من إمكاناته الهائلة. في الوقت الحاضر تظهر بصمات سمو ولي العهد -حفظه الله- التي تعيد للأذهان مسيرة الملك عبدالعزيز، ومنها: إنشاء مدينة (نيوم) التي لها أهداف إستراتيجية عديدة، ويندرج تحتها أهداف أخرى فهي كالبذرة التي تنتج ثمارًا تعم فوائدها البلاد والعباد، ومن هنا يمكن مزج فكرة الملك عبدالعزيز وفكرة ولي العهد بإنشاء مدينة نيوم، وذلك بإعادة رسم مسار خط التابلاين لينتهي الخط بمدينة نيوم المدينة المستقبلية، ومنها يتم نقل النفط للأسواق الغربية ويتم تحقيق رؤية الملك عبدالعزيز مع رؤية ولي العهد، بالإضافة إلى تدارك الإشكالات لمضيق هرمز، وبالتالي تتنوع المسارات وتخلق قيمًا اقتصادية وسياسية تظهر للعالم أجمع مدى تنوع وتعدد الحلول والابتكارات في بلدنا الغالي. ومن ناحية أخرى يمكن خلق مسار جديد لتصدير النفط للمستهلكين في الشرق من خلال منفذ في بحر العرب.. وعندما يكون التصدير من (نيوم) للأسواق الغربية والتصدير من بحر العرب للأسواق الشرقية لكافة دول الخليج العربي بوقتها نقول: أهلًا ب(نيوم).