الشاعر محمد بن ناصر بن حمدان آل عسكر.. ولد في محافظة حريملاء عام 1325ه، وقد عاش في حائل مدة من الزمن، ثم سافر إلى عدد من دول الخليج العربي.. وهذه الرحلات أتاحت له دراسة شعر ابن لعبون وخالد الفرج وابن فوزان وغيرهم. وقد صدر له في عام 1407ه ديوان جميل حمل عنوان: "نوح الحمام" وقدّم له الأستاذ محمد بن أحمد الشدي بمقدمة رائعة وأسهب فيها نقتطف منها قوله: "إن هذا السحر والخضرة والشمس والنور والمناظر البديعة في شعيب حريملاء ووادي الأبرق وباب الغواص وما يتخلل هذه المراتع الجميلة من مياه صافية جارية تشكل في القطّار وما يخيم عليها من هدوء وما يسري فيها من شدو البلابل وتغريد العاصفير.. و"نوح الحمام" كل ذلك أوحى لشاعرنا ولشعراء آخرين من قبله بقصائد وأغنيات عذبة تدخل حنايا النفوس وتلامس شغاف القلوب" انتهى. ومما أنشده الشاعر آل عسكر في وصف الربيع قصيدة تميزت بعش الشاعر للربيع وحب أهل الصلاح، والوفاء، والكرم، وكل الصفات النبيلة التي ترفع من قدر الإنسان وتساهم في محبة الناس له، ومنها هذه الأبيات: حياة الروح وسرور الحياة نظر عيني زهر بنت الربيعي إلى جا الما مع جميلات النبات تزيل الهم عن قلب الوليعي شبابة كنها طفل المهات حلال ما بها عيبٍ شنيعي وأحب أهل التقى وأهل الصلاة وأحب أهل الوفا زين المنيعي وأحب أهل الكرم في الموجبات وأحب أهل الجمايل والصنيعي وأحب اللي لهن عقل وثبات وأحب اللي لهن صدرٍ وسيعي وله هذه القصيدة في الدنيا وتتحدث عن معاناة الشاعر وما أصاب قلبه من ضيم وسهر وهموم تسببت في آلامه والتحذير من لهو الحياة قبل الممات كما وصف ذلك في صورة تدل على تمكنه من الشعر بكل اقتدار حيث قال: ما نام الليل من كثرة همومه ولا من حل في منزل خطرها سرى ليل الدجا وأنحت انجومه وأنا بس اتجلّد في غدرها وجفني ما تلذّذ طيب نومه وعيني مستهلة من سهرها حريب النوم عيني ومحرومه على خدي تهلهل من عبرها أخاف الموت ما أدري عن هجومه ولا أدري وش كتب لي في سطرها وخيط العمر ينقضي فيه نومه مثل نقض الخيط من مكرها وكيل العمر عزرائيلٍ يسومه ولا يغني حذرها عن قدرها من حل بساحته ضاعت علومه ولا يسمع ولا يقبل عذرها يصيب الموت متخطي سهومه جبلات مضوي جبينه دمرها توقض يا غريق طال نومه مش نفس توقض من سكرها ترى عمرك لياليه محتومه ولا تدري بطوله عن قصرها ترى الدنيا مثل طارق حلومه صفاها ما يكافي عن كردها ومن أوراقه الشِّعرية هذه الورقة بعنوان: "العروسة" البارحة بعد العشا غطة النوم نام الحريص وسريل الليل بنجوم زين التهايا زارني غفلة القوم عليه جلباب البها من بها الحور قمت أتفكر في حسين الدلالي ربي كساها ثوب حسن الجمالي صافي جبينه مثل نور الهلالي لو يدخل الظلما غد كلها نور قلت الهلا كل الهلا يالفتاتي يا زهرة الدنيا وسيد الناتي يا ريف قلي سرور الحياتي ومن جيتي يا بعد كل غندور قالت: غريبه من ديارٍ بعيده أدوّر منايه مع حياةٍ سعيده مدة سفرنا لها شهورٍ عديده ياما طرقنا من مسافات وبحور كما أن أشعاره تتميز بالبوح الصادق، والمفردة العذبة، والمعاني الأصيلة ومنها قصيدة: "البارحة نومي هواجيس وأفكار" ونختار قوله: البارحة نومي هواجيس وأفكار لما تغرب طالع النجم بحدور وأنقاد لي من بحر الأشعار مقدار ما هوب خطو الرس فنجال وفطور قمت أتنقى من قوافيه واختار زين القوافي بالتماثيل مسطور مقل اللالي نقشها بين الاسطار أقطف ثمر بستان الأشعار وزهور وأشوف بالدنيا هوالات وعبار شيب منها مفرق الشاب وبزور منها سقتني بالعنا كاس الأمرار علقم على كبدي وأنا منه مخطور واركت على قلبي مخاليب وأظفار وجرت محوصه من مقاضيبها زور غلاف ديوان «نوح الحمام»،