لخص داود الشريان أسباب نجاح برنامجه "الثامنة" لثلاثة عوامل مهمة، هي التدريب والمصداقية والتفاعل مع المواطن. هذه العوامل، والتي من الممكن أن تكون وصفة خاصة صنعها الشريان بإتقان، كفيلة بنجاح ليس البرنامج فحسب بل هي بمثابة خارطة طريق لأي وسيلة إعلامية تريد التميز. الشريان وهو يتحدث من خلال برنامجه الشهير في حلقته الأخيرة وضع كل خبرة السنين ولخص أساسيات النجاح لكل من يريد النجاح من الوسائل الإعلامية، فالتدريب هو الأساس الأول لتميز وإبداع طاقم العمل وهو ما تفتقده للأسف معظم وسائل إعلامنا السعودية وبخاصة المرئية، فما يحدث فيها الآن لا علاقة له بالتدريب الحقيقي وليس إلا ضياعاً للوقت وللجهد ولا يعد تدريباً بالمعنى الحرفي لعدم استناده على مبادئ معرفية ومهنية، مما خلق إعلاماً هشاً لا يمتلك أغلب أفراده أدوات المهنة ولا أساسيات الإعلام، وأدى ذلك إلى ضياع الحس المهني عند إعلاميين شباب لا يكترثون للمهنية ولا يبحثون عن القضايا من مصادرها الصحيحة بل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تملك مصداقية كاملة!. الشريان وهو يتحدث عن وصفة نجاح برنامجه قادر أيضاً وبنفس الوصفة أن يعيد توهج القنوات السعودية وإذاعاتها، وقادر أيضاً على إحياء المهنية الضائعة عند غالبية العاملين بالهيئة التي لا نشك أنها تزخر بالعديد من المواهب والقدرات الفذة لكنها تحتاج فقط إلى ضبط مهني وتحفيز وتدريب. إن تسلم داوود الشريان لقيادة دفة هيئة الإذاعة والتلفزيون بداية التصحيح الحقيقي لقنوات الوطن الرسمية وإذاعاته، وهي بلا جدال إعادة الحياة للتلفزيون السعودي وذلك لسبب بسيط هو أن الشريان يعرف ماذا يريد ولديه من الخبرة الإعلامية الكبيرة ما يجعله الشخص المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب.