فنزويلا هي الجهة الأكثر استقطاباً للاهتمام بالأوساط النفطية حالياً، ومن ذلك أوضاعها الجيوسياسية والاقتصادية التي دفعت التوقعات للقول بخفض إنتاجها من النفط الخام 250 – 400 ألف برميل يومياً خلال العام 2018م. ويحذر البيت الاستشاري "رايستات للطاقة" من تردي الأوضاع في فنزويلا، حيث يتوقع أن تشهد بعض الحقول فيها استنزافاً طبيعياً بما نسبته 30 % خلال العام 2018م وذلك مع تفاقم مشكلة الديون التي تقيّد قدرات فنزويلا للإنتاج والاستثمار، وتعتقد بعض البيوت الاستشارية مثل سيرا أن الأسعار مرشحة للارتفاع لحدود ال 70 دولاراً للبرميل وهو الأمر الذي ربما يساهم في تقليل نسب الالتزام باتفاق خفض الإنتاج للاستفادة من ارتفاع الأسعار. في ذات الشأن قال ل "الرياض" الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) عبّاس النقي إنه متفائل بما ستقبل عليه أسواق النفط خلال المرحلة المقبلة؛ نظراً للتحسن الذي طرأ على الأسواق العالمية في الفترة الماضية التي واكبت اتفاق خفض الإنتاج بين أعضاء منظمة الأوبك والمنتجين المستقلين، كما أن غالبية بيوت الخبرة المختصة في القطاع النفطي حسنت من توقعاتها المستقبلية لمستويات الأسعار. وتابع بقوله إن غالبية توقعات أوساط الصناعة النفطية تقول باستمرارية اتفاق خفض الإنتاج، لا سيمّا أنه كثيراً خلال الفترة الماضية في معالجة الخلل الذي عانت من الأسواق النفطية وربما قد يعزز من مستويات الأسعار مستقبلاً. بدوره المحلل النفطي قال د. محمد الشطي إنه ما زالت أسعار النفط قوية ومتماسكة، وسط مؤشرات أسواق النفط إيجابية مع تحول المنحنى السعري إلى "الباكورديشين"، وتأثر الإنتاج، وارتفاع السحوبات من المخزون النفطي التجاري منذ سريان اتفاق تعاون المنتجين من داخل الأوبك والمستقلين بقيادة روسيا في يناير 2017م. وأوضح الشطي أن مراقبي الأسواق يتوقعون أن يستمر اتفاق التعاون خلال 2018، وأنه سيساهم في توازن السوق وتصحيح حالة الاختلال التي بدأت منذ النصف الثاني من العام 2014م، كما أنه سيعزز وتيرة تسارع تعافي أسعار النفط حالة التوترات السياسية في مناطق الإنتاج الرئيسة؛ لأنها تغذي المخاوف حول أمن الإمدادات بالرغم من استمرار الفائض في أسواق النفط الذي بدأ يتلاشى تدريجياً، إلا أن البيوت الاستشارية تختلف توقعاتها حول مسار أسعار النفط الخام الإشارة برنت لعام 2018، وتدور تلك التوقعات ضمن نطاق حول 55 – 60 دولاراً للبرميل، ويعتقد البيت الاستشاري بيرا أن مستويات المخزون النفطي قد تراجعت فعلياً إلى المستويات الطبيعية حالياً، وستحافظ على هذه المستويات خلال عام 2018، ويتزامن حالة هذه المستويات للمخزون التجاري مع التوترات السياسية مما يعطي مسوغاً جيداً لدعم مستويات أسعار نفط خام الإشارة برنت حول 60 دولاراً للبرميل خلال 2018م. وأوضح أن اتساع الفروقات بين نفطي الإشارة برنت والأميركي قد أسهم في ارتفاع مبيعات الولاياتالمتحدة الأميركية من النفط الخام إلى مختلف الأسواق خصوصاً الآسيوية، وهو ما أسهم في تسريع توازن السوق الأميركي تزامناً مع تناقص وارداتها من النفط الخام من منظمة الأوبك، ومن التبعات البيّنة لتعافي السوق النفطية بشكل متسارع تعافي أداء الاقتصاد العالمي، مما أسهم في ارتفاع معدلات الطلب العالمي على النفط، بالإضافة إلى تأثر الإنتاج في بعض المناطق بسبب عوامل جيوسياسية أو فنية وهذا يشمل فنزويلا وليبيا ونيجيريا وغيرها، بالإضافة إلى الأعاصير التي عطلت جانباً من الإنتاج أيضاً. وأضاف "تتجه الأنظار إلى مؤتمر أوبك الوزاري في 30 نوفمبر 2017، حيث يعكف وزراء النفط والبترول لاستكمال جهود استعادة توازن أسواق النفط وتحقيق الهدف من الاتفاق، ثم البدء في استراتيجية التخارج التي تحدث عنها وزير الطاقة م. خالد الفالح وتنفيذها بطريقة تساعد الأسواق على الاستقرار". د. محمد الشطي