استيقظ أحد كبار السن باكراً وبدأ في البحث عن من يوصله إلى العاصمة الرياض حيث يسكن في ضواحيها لكي يلحق على موعده في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، حيث يتطلب الأمر قطع المسافة في ساعة ونصف تقريباً، وما هي إلا لحظات حتى وجد أحد الشباب فبادر بسؤاله عن من يمكن أن يوصله إلى المستشفى بالرياض وينتظر إلى أن تنتهي مراجعته ومن ثم يعيده إلى بلده بأجر فقام هذا الشاب بالذهاب به إلى أحد العمالة الوافدة ممن يملكون سيارة ويقومون بإيصال الأشخاص لمشاويرهم الخاصة بمقابل مادي، وطلب منه مبلغاً من المال يعد كبيراً ففاوضه ولكنه أصر على أن يحصل على المبلغ كاملاً دون نقصان فالمشوار بعيد وسيضطر إلى البقاء حتى تنتهي مراجعة هذا المريض للمستشفى ومن ثم العودة به، وبعد مفاوضات لتخفيض السعر لاقت عناد صاحب السيارة فما كان من كبير السن إلا أن رفض الذهاب معه بهذا المبلغ وفضل أن يذهب للوقوف على ناصية الطريق الموصلة للرياض ليقوم بالتلويح للمارة لعله يجد من يقف له ليحمله معه على طريقه بمبلغ أقل أو لوجه الله تعالى، وطلب من الشاب إيصاله إلى آخر البلد وأنزله على الطريق المؤدي إلى الرياض حيث سيتدبر أمره، وأثناء الحديث سأل الشاب هذا المسن عن سبب ذهابه إلى الرياض باكراً فقال إن لديه موعداً في مستشفى العيون وأشار إلى أوراق الموعد فقال الشاب أرني هذه الأوراق لأتأكد من الموعد فلما قرأ الورقة الخاصة بالموعد وجد أن الموعد ليس اليوم وإنما في الغد فأخبر هذا المسن بأن موعده يوم غد وليس اليوم فقال الحمد لله بأنني لم أتفق مع صاحب السيارة الأجنبي وإلا كنت قد خسرت مالي ووقتي فيما لا فائدة منه وطلب منه متأسفاً أن يعيده إلى منزله ليتدبر فيما بعد من يوصله إلى موعده من الغد، هذه الحالة تبين مدى التزام الناس وخصوصاً كبار السن بالمواعيد التي تم حجزها لهم وخصوصاً من المستشفيات حيث كان الحجز يتم يدوياً قبل استخدام الحاسب الآلي حيث يتم التسجيل في كروت خاصة بالمواعيد يدوياً ومن ثم يتم تثبيتها في سجلات خاصة، ولم يكن هناك تواصل مع المراجع لتذكيره بالموعد فلربما جاء وقت الموعد والمراجع لم يحضر نسياناً أو لظرف ما فيضيع عليه الموعد ويضطر للمراجعة فيما بعد لحجز موعد آخر في وقت لاحق، وكذلك الحال لحجز العديد من المواعيد كرحلات الطيران والفنادق فقد كانت تستلزم الحضور شخصياً للحجز، مع مرور الوقت تغير نظام الحجز وأصبح الحجز إلكترونياً يستطيع من يريد أن يتمه وهو جالس في بيته أو مكتبه من خلال الولوج إلى البوابة الإلكترونية للعديد من الدوائر الحكومية مما سهل من عملية الحجز، كما أن الكثير من المؤسسات والمستشفيات الحكومية والأهلية باتت تقوم بخدمة التذكير لمن له حجز لديها للتأكيد عليه للحضور في الوقت المحدد، كما أن عملية حجز المواعيد الإلكترونية سهلت على المراجعين إنهاء معاملاتهم وحفظت أوقاتهم من الانتظار الممل والطويل، فبالإمكان الآن حجز موعد بضغطة زر فقط. حجز موعد عندما يريد شخص أن ينجز أي عمل أو معاملة في مؤسسة حكومية خصوصاً فإنه لا بد له أن يحجز موعداً مسبقاً كي يستطيع الحضور في الموعد المحدد بكامل أوراقه لينجز ما يريد، وقد عرف جيل الأمس المواعيد منذ وقت طويل ومنذ عقود ومن أهم هذه المؤسسات الحكومية هي المستشفيات حيث يطلب من المراجع حجز موعد له أو يعطى بعد مراجعته موعداً لمتابعة حالته ربما يمتد من أيام إلى أسابيع أو شهور حسب حالته، ومن الدوائر الحكومية التي تتطلب مراجعتها حالياً حجز موعد هي المحاكم الشرعية حيث بات من يريد مراجعة أي محكمة لطلب الخدمات والمعاملات من بيع أو شراء أو أي شيء يخص أعمالها الدخول إلى موقع وزارة العدل لحجز الموعد إلكترونياً ومن ثم يختار المحكمة التي يريدها أو كتابة العدل ويطلب موعداً لذلك حيث يظهر له النظام أقرب وقت للحضور لإنجاز معاملته وكذلك الحال لأي دائرة حكومية تتيح خدمة المواعيد الإلكترونية لمراجعيها. حجز طيران وفنادق كان يتطلب لمن أراد السفر خلال رحلات الطيران الحضور إلى مكاتب الطيران ومن ثم حجز التذكرة والتي كانت عبارة عن أوراق ملونة تكتب بطريقة (كوبون) وينسخ أكثر من صورة مع (كعب) يحتفظ به المسافر كوثيقة سفر ودفع ثمنها وقطع بطاقة الصعود إلى الطائرة قبل الرحلة بأربعة وعشرين ساعة ومن ثم يتوجه إلى المطار ليسافر إلى الوجهة التي يريدها، بعد ذلك تطور الأمر إلى إصدارها كأوراق مطبوعة بشكل عادي، ومع مرور الوقت والتطور الذي شهد استخدام التقنيات الحديثة، فقد بات إصدار التذكرة إلكترونياً وكذلك الحجز، وبات بإمكان المسافر حجز تذكرة السفر ودفع ثمنها عن طريق بطاقة الائتمان أو عن طريق فواتير سداد للمدفوعات عبر أجهزة الصراف الآلي أو موقع البنك الإلكتروني من حساب العميل مباشرة، ومن ثم طباعة التذكرة وبطاقة ركوب الطائرة وبات بإمكان المسافر أن يذهب إلى المطار قبل إقلاع الرحلة بساعتين ليبرز بطاقة الصعود ومن ثم الركوب والسفر، وفي آخر التطورات فقد بات من يريد السفر يذهب إلى المطار بدون طباعة بطاقة الصعود فقد أغنى استخدام الهاتف الجوال عن ذلك فبإمكان أي شخص أن يحجز ويقطع التذكرة ويكتفي بتمرير (باركود) في الجوال على أجهزه تخصصها شركات الطيران يحوي كل معلومات الراكب من رقم تذكرته وحجزه وموقع مقعده في الطائرة، أما حجز الفنادق فقد بات هو أيضاً من الأمور المتيسرة فبعد أن كان يلزم من يريد استئجار غرفة الحضور إلى الفندق والحجز المباشر من الاستقبال والبحث المضني عند وصوله إلى البلد الذي يقصده عن فندق مناسب، وتفاجؤه بعدم وجود مكان شاغر، وقد كان الكثيرون يتحاشون الوقوع في مثل هذا الموقف بالاتصال بالفندق من أي مكان عن طريق الهاتف والحجز مسبقاً، ولكن في وقتنا الحاضر فقد تبدلت الأحوال فقد ظهرت التطبيقات الجديدة على شبكة الإنترنت التي تتيح للعميل الاختيار من بين عشرات وأكثر للفنادق التي تتوفر فيها غرف للسكن ومن ثم حجز الغرفة التي يريد ودفع الثمن عن طريق بطاقة الائتمان وتأكيد حجزه، وما عليه عند الوصول إلى الفندق إلا أن يبرز الحجز في جواله ويحصل على غرفته في ثوان معدودة. مواعيد مملة كل شخص منا يحرص على الالتزام بمواعيده لإنجاز ما يشغله ومن أهم المواعيد التي يوليها الناس جل عنايتهم هي المواعيد التي تتعلق بصحتهم وذلك من خلال مراجعة المستشفيات والمراكز الطبية حيث تتصف تلك المواعيد بالدقة والأهمية بحيث تكون المراجعة لتكملة العلاج أو في انتظار فحص أو تحليل مختبرات أو للتأكد من استجابة الجسم لنوع معين من الأدوية، ولذلك نجد أن أكثر المواعيد هي مواعيد المستشفيات والتي يراها الكثير من الناس مملة خصوصاً لمن يقطع مسافات بعيدة من بلده إلى المستشفيات، وقد يتطلب الأمر السفر عبر السيارة أو الطائرة للبلدان المجاورة التي يتوفر فيها التشخيص والعلاج حيث تكون فترات المراجعة متباعدة وطويلة جداً، ولكنه خيار صعب لابد منه لنيل صحة الجسم وعافيته، وقد عمد البعض إلى مراجعة المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة منذ بداية افتتاحها وذلك لضمان سرعة الدخول على الأطباء والحصول على متطلبات الكشف من أشعة وتحليلات طبية وهو أمر لا يتسنى لهم في المستشفيات الحكومية وذلك نظراً لكثرة مراجعيها مما يتطلب العمل على إعطاء مواعيد من أجل إكمال التشخيص والعلاج، فعند مراجعة المريض للمراكز الصحية الأولية فإنه يتم تشخيص مرضه وإعطاؤه العلاج اللازم على الفور، أما إذا كان المريض يعاني من مرض لا يمكن أن يشخصه طبيب الأسرة أو مرض يحتاج إلى مزيد من الفحوصات المخبرية ودقة تشخيصية من طبيب استشاري فإنه يتم حجز موعد له في المستشفى وقد يطول وقت الانتظار للدخول على الطبيب حسب الحالة المرضية، وبعد الحصول على الموعد يتم حجز موعد للمراجعة للاستكمال. تذكير من الأمور التي كانت تربك سير المواعيد عند حجزها لأمر مهم هو نسيانها، حيث إن طول فترة الانتظار تجعل المرء ينسى ذلك الموعد مما يسبب له إرباكاً في عمله أو مراجعاته، ومن أجل ذلك نجد الكثيرين يستعينون بمفكرة ترافقهم أينما حلوا بحيث يتم معرفة وقت الموعد بيومين أو أكثر، ومع التطور التقني الذي نعيشه فإن هذه المعاناة قد انتهت وولت بلا رجعة بحيث بات هناك نظام متبع للتذكير فعلى سبيل المثال فقد كانت المستشفيات الخاصة تبادر إلى تذكير مراجعيها بمواعيد حجزهم لتلقي العلاج والاستشارات الطبية وغيرها من الخدمات هاتفياً، كما تقوم المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية بتذكير مراجعيها بمواعيد تطعيم أطفالهم لأهمية ذلك، وفي تطور سريع بات التذكير عن طريق الرسائل على الهاتف الجوال، وبذلك تم القضاء على هذه المشكلة التي عانى منها الكثيرون زمناً طويلاً. حجز إلكتروني ودّع الناس حجز المواعيد البدائية التي تستدعي المراجعة من أجل حجز موعد وتكتب بخط اليد، ففي بداية ارتباط الناس بالدوائر الحكومية كانت حاجة كل مراجع مقضية في الحال بدون أخذ موعد وذلك لبساطة الحياة وقلة المتطلبات في ذلك الوقت، ومن ثم بات من الضرورة بمكان تنظيم العمل وتحديد مواعيد تضمن إنجاز المعاملات والمراجعين في أسرع وقت، وتدرج إعطاء المواعيد حتى صارت في أيامنا هذه إلكترونية تمنح لطالبها بضغطة زر فقط، فعلى سبيل المثال فإن من يريد مراجعة أفرع وزارة الداخلية مثل الجوازات والأحوال المدنية يستطيع الحصول على موعد بعد أن يدخل على الموقع ويبين سبب المراجعة من إصدار أو تجديد أو غير ذلك من الخدمات ومن ثم يختار الموعد الذي يناسبه ويحضر في الموعد المحدد وينجز معاملته في الحال، وقد ساهمت تلك الحجوزات للمواعيد الإلكترونية في تخفيف المعاناة على المراجعين، وهو ما يسعى المسؤولون إلى تطبيقه في جميع الدوائر الحكومية، كما حذت الكثير من الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص إلى تطبيق ذلك أيضاً لما له من أثر إيجابي في تنظيم العمل وكسب رضى العملاء وإراحتهم. الحجز المسبق للمواعيد خفف ظاهرة تكدس المراجعين تذكرة الطيران أصبحت من الماضي بعد استبدالها بالحجز الإلكتروني الحجز الإلكتروني سهل إنجاز المعاملات ويسرها جيل الأمس تكبد عناء السفر لإنجاز معاملاته قبل حجز المواعيد نظام أبشر سهل حجز المواعيد حجز مواعيد المستشفيات إلكترونياً خفف العبء وسرع الخدمة المقدمة للمراجعين