لم يعد لمدينة جدة الساحلية وجود في قاموس مشاعر الفرح ب "الغيم"، و"المطر" بل أصبحت تتضايق، وتغرق بمجرد نزول أولى قطرات المطر، وتئن لكل قطرة تسقط على أرضها. وعلى الرغم من المشروعات المليارية، والسدود، والأنفاق، وعمليات التجميل التي شهدتها مدينة جدة منذ كارثة السيول الأولى التي حدثت في نهاية 2008م، إلا أن ذلك لم يُجد نفعاً في معالجة "فوبيا" جدة مع الأمطار. غرقت الشوارع، وامتلأت الأنفاق، وتوقفت حركة السير في مدينة جدة أمس، وذلك بعد أن غمرتها مياه الأمطار، والسيول مع ساعات الصباح الأولى، لتكتب فصلاً من فصول حزن المدينة الساحلية التي لاتزال تعاني من فوبيا الأمطار في كل عام. الأمانة تستعين بحواجز رملية لمنع وصول المياه.. والدفاع المدني ينقذ 11 محتجزاً مئات البلاغات، وصرخات استغاثة لعالقين في بعض شوارع جدة أمس، وأخرى بسبب التماسات كهربائية في العديد من المواقع التي باشرتها جهات الاختصاص من الدفاع المدني، وسيارات الهلال الأحمر. وعلى الرغم من صعوبة الحركة المرورية يوم أمس في مدينة جدة، إلا أن صحيفة "الرياض" تواجدت في قلب الحدث، ورصدت حالة الاستنفار التي باشرتها جميع جهات الاختصاص من جنوبجدة إلى شمالها، حيث أنهت الجهات المعنية في محافظة جدة إغلاق عدد من المواقع، والأنفاق بسبب ارتفاع منسوب مياه الأمطار، والذي يشكل خطراً على المركبات، فيما توقفت الحركة الملاحية في ميناء جدة الإسلامي. إمارة مكةالمكرمة تتابع أكد مركز الأزمات والكوارث في إمارة منطقة مكةالمكرمة، أنه يتابع الحالة المطرية في المنطقة بوجود ممثلين من جميع الجهات ذات العلاقة برئاسة الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي وكيل الإمارة للشؤون الأمنية المشرف على المركز. وأوضح مركز الأزمات والكوارث في إمارة منطقة مكةالمكرمة، أنه تم إغلاق نفق فلسطين مع السبعين، ونفق حراء لارتفاع منسوب المياه، إضافة إلى إغلاق طريق الملك عبدالله باتجاه الشرق، إضافة إلى إغلاق نفق الملك عبدالله مع طريق المدينة، وإغلاق طريق الأمير ماجد مع تقاطع الأمير سعود الفيصل. وطالب مركز الأزمات والكوارث في إمارة منطقة مكةالمكرمة الجميع بعدم النزول في الأودية ومناطق السيول، وتجمعات المياه متمنين للجميع السلامة. الدفاع المدني ينقذ المحتجزين وأعلن الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة عن إنقاذ ما يزيد عن 11 شخصاً نتيجة إحتجازات، حيث ورد عدة بلاغات احتجاز أربعة اشخاص بوادي الأبواء، وشخصين بوادي تمايا، وعدة أشخاص بوادي مستورة، إضافة إلى احتجاز ثلاثة أشخاص بنفق السلام بجدة داخل عربتهم، وتم إخراجهم.وأشار المتحدث الرسمي للدفاع المدني العقيد سعيد سرحان إلى أنه ورد بلاغات متفرقة عن ماس كهربائي واحتجاز عربات في بعض الطرق باشرت الفرق في حينه تلك البلاغات، كما ورد بلاغين عن صعق كهربائي تم نقل أحدهما عن طريق ذويه بينما لازال البحث عن موقع البلاغ لشخص قائم، كما تباشر الفرق حالة لشخص تعرض لحالة ذبحة صدرية بتقاطع التحلية مع طريق الأمير ماجد مع وجود تيار كهربائي بمنطقة الحدث. أمانة جدة تغلق الأنفاق أكد وكيل أمين محافظة جدة م. على الغامدي والمشرف على خطة الأمانة لمعالجة أضرار الأمطار أن الأمانة باشرت إغلاق أربعة أنفاق احترازياً أثناء هطول الأمطار صباح أمس. وقال ل "الرياض": إن الأمانة بالتنسيق مع إدارة مرور محافظة جدة أغلقت نفق طريق الملك عبدالله مع طريق المدينة، ونفق السارية، ونفق الأمير ماجد مع فلسطين ونفق الأندلس، فيما الحركة المرورية في باقي الأنفاق تسير بشكل جيد. ونوه إلى أنه رغم كثافة مياه الأمطار وتدفق السيول فإن مضخات الأنفاق والمضخات الخارجية تواصل رفع مياه الأمطار التي تجمعت داخلها، مضيفاً أن آليات الأمانة متواجدة في مواقع تجمعات المياه في الطرق الرئيسية، وتحرير حركة السير فيها. المرور في الميدان قال المتحدث الرسمي لمرور جدة العقيد زيد الحمزي: إن دوريات مرور جدة تتواجد في الميدان، وقامت بتحويل الحركة وإغلاق عدة مواقع تشهد تجمعات مياه منها نفق طريق الملك عبدالله مع طريق المدينة ونفق السارية ونفق الأمير ماجد مع فلسطين ونفق الأندلس، كما تم تحويل مسار طريق الحرمين الطالع مقابل شارع فلسطين لارتفاع منسوب المياه. تأخر الرحلات الجوية أوضح مطار الملك عبدالعزيز الدولي في مدينة جدة، أن الحالة المناخية المستمرة التي شهدتها المحافظة تسببت بتأخير بعض الرحلات القادمة، أو المغادرة لمطار المؤسس، وطالب الجميع بالتواصل مع شركات الطيران للتأكد من ذلك، ومعرفة مستجدات مواعيد الرحلات في حال طرأ عليها تغيير. وأكد مركز الاتصال في الخطوط السعودية،:"أنه ونظراً لكثافة الأمطار التي هطلت على جدة صباح أمس، فقد تأخرت بعض الرحلات، وتقديراً لظروف ضيوفنا الكرام الذين لن يتمكنوا من اللحاق برحلاتنا بسبب الأحوال الجوية ويودون تغيير حجوزاتهم، أو إلغائها، واسترداد تذاكرهم، فإنه قد تقرر إعفاءهم من جميع القيود والغرامات". 56.9 ملم كمية الأمطار أوضح مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بجامعة الملك عبدالعزيز د. منصور المزروعي، أن كمية الأمطار التي هطلت حتى أعداد الخبر في مرصد جامعة الملك عبدالعزيز هي 56.9 ملم وهي أمطار تعد غزيرة. فرق تطوعية انطلقت مجموعات تضم العشرات من الشباب لإنقاذ العالقين والمحتجزين في الطرق والأنفاق، ومساعدة المحتاجين في عدة أحياء، حيث برز فريق "ساعد للبحث والإنقاذ"، و"فريق جدة جيبرز" وعددهم 36 عضواً بالقيام بعمليات إنقاذ سيارات الشباب والعوائل الذين احتجزتهم أمطار جدة من خلال هاتف الطوارئ الخاص بهم. وقال مدير الفريق التطوعي سليمان البطحي: إن فريقهم مسجل ومعتمد بالاتحاد السعودي لسيارات الدفع الرباعي من العام 2011، ومهمتهم القيام بسحب السيارات العالقة وسط الأمطار وإنقاذ العوائل وكبار السن والأطفال، لافتاً إلى أنهم منذ ساعات الصباح تلقوا العديد من الاتصالات بشكل متواصل ما بين سيارات عالقة وأسرة محتجزة وتم التعامل مع الحالات وفق الأولوية للبلاغات التي تحتاج المساعدة الفورية. إنقاذ محتجز من قبل الدفاع المدني