في بيان صدر عن مجلس أمناء جائزة العويس الثقافية قرر المجلس سحب الجائزة التي قدمت للشاعر العراقي سعدي يوسف إثر تعرضه للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في أحد مقالاته بألفاظ غير لائقة وصفها البيان ب «الإساءة البليغة واللغة المنحطة» وكان الشاعر سعدي يوسف قد حصل على جائزة العويس الثقافية عام 1990 تقديراً لريادته الشعرية ولدوره الإبداعي في النهوض بالقصيدة العربية الحديثة إلا أن المقال الذي نشره وتعرض فيه للراحل الشيخ زايد حدا بالكثير من الأدباء والمثقفين خاصة في دولة الإمارات بالمطالبة بسحب جائزة العويس الثقافية منه وهو ما استجاب له مجلس الأمناء الذي قرر سحب الجائزة و اعتبار فوز سعدي كأن لم يكن وشطب اسمه من سجل الفائزين بها. ومما جاء في نص البيان الذي وزعته مؤسسة العويس الثقافية: «كان لسياسة التسامح وإعلان شأن الحرية وللدور المتوازن في العلاقات العربية والدولية التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - باني وحدتنا ومؤسس دولتنا الحديثة، الأثر العميق الذي مكّن جائزتنا الوليدة ومؤسساتنا الثقافية «مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية» من أن تلعب دورها الثقافي المرجو بكل حيادية ونزاهة ومنحها المناخ الملائم ولغيرها من المؤسسات الثقافية الأهلية لكي تنمو وتتطور بعيداً عن التدخل الحكومي والإشراف الرسمي. وتأكيداً لكل ما سبق فإن جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية، التي منحت في العام 1990 للشاعر العراقي «سعدي يوسف» تكريماً وتقديراً لريادته الشعرية ولدوره الإبداعي المتميز في النهوض بمستوى القصيدة العربية المعاصرة بعيداً عن أفكاره السياسية ومواقفه الفكرية، نأسف أشد الأسف لما بدر من الشاعر مؤخراً من اساءة بليغة وبلغة منحطة لرمز من رموزنا الوطنية والقومية ولشخصية أجمعت عليها الأمم والشعوب بوصفها من رواد الوحدة العربية.ومن دعاة التضامن العربي والعاملين من أجله بلا كلل ومن الذين عملوا من أجل السلام العالمي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - وذلك عبر مقال منشور في احد مواقع شبكة الانترنت.. ولإيضاح الحقيقة فإن المقال المذكور لا يدخل ضمن الرأي الذي يمكن الاتفاق عليه كمقال نقدي قابل للحوار والاختلاف. ولا في إطار التعبير الحر عن رأي الكاتب النزيه بل في إطار الإسفاف والانحطاط الذي نأسف له والذي هبط إليه الشاعر فأثار غضب وحفيظة ومشاعر كل من اطلع عليه، كما أثار غضبنا وجرح مشاعرنا لتعرضه لمؤسس دولتنا وباني نهضتها وازدهارها بما لا يليق، وهو الرائد المؤسس الذي نعتز بدوره وبقيادته وبذكراه العطرة بيننا. وقد سعت المؤسسة جاهدة للاتصال بالشاعر سعدي يوسف عبر الأصدقاء ومباشرة للتأكد من صحة نسب المقال المنسوب إليه، وقطعاً للشكوك، لكي ينفي ما ورد عن لسانه في هذا المقال.. أو ينكر علاقته به، وحتى لا نبني موقفاً على ظنون، إلا أن الشاعر تمنع للأسف عن النفي الصريح والنكران الواضح للمقال واكتفى بعبارات مبهمة تؤكد نسبة المقال إليه أكثر مما تنفيه، وازاء هذا الموقف الذي ندينه ونأسف له والذي وضع الشاعر «سعدي يوسف» نفسه فيه وارتضاه لنفسه. فإن المؤسسة قررت سحب جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية من الشاعر «سعدي يوسف» واعتبار فوزه بالجائزة عام 1990م كأن لم يكن، وشطبه من سجل الفائزين بها. وإذ تأسف مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية لاتخاذ مثل هذا القرار المؤلم لنا، إلا أن الشاعر لم يترك فرصة أخرى لغير مثل هذا القرار الذي نعتبره حقاً طبيعياً لمؤسستنا، ازاء تجاوز الشاعر لمفاهيم حرية التعبير وحق الاختلاف ولكل المفاهيم الأخلاقية في الحوار.. كما اننا ونحن نعلن هذا القرار للساحة الثقافية العربية، لنؤكد لها استمرار العمل بالمفاهيم والأسس والمبادئ التي قامت عليها الجائزة. مبادئ النزاهة في المنح والحيادية في العطاء، وإعلان شأن الإبداع وحده واننا على ثقة تامة بأن الساحة الثقافية العربية بكل مفكريها ومثقفيها ومبدعيها، والتي خبرتها الأحداث بما تملكه من وعي ورشد ونضج تتفهم الإجراء في إطاره الصحيح، حفاظاً على صورة الثقافة العربية في نقائها وإيجابياتها ودورها التنموي في بناء شخصية الإنسان العربي.