دار حديث قبل أكثر من عشر سنوات بيني وبين مدير العلاقات العامة في فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض الأخ خالد المحمود حول أهمية طرح الهيئة لمشروعات ذات طابع إعلامي لخدمة الأهداف النبيلة لهيئة. وأتذكر اقتراحي عليه تبني فكرة إقامة ملتقى يجسد لماذا نحن "خير أمة", وما هو دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تحقيق ذلك. ولمست منه الحماس للفكرة والسعي نحو تحقيقها, وبالفعل تحققت عام 1428ه. وها هي الفكرة تعود بحلة دولية وفي مؤتمر ترعاه المملكة في العاصمة الماليزية كوالالمبور. ففي نهاية هذا الأسبوع ينطلق هذا المؤتمر الدولي في كوالالمبور والذي يستهدف أهل السنة من مسلمي دول جنوب شرق أسيا تحت عنوان "منهج أهل السنة يوحد دول أسيان". وماليزيا عندما تنظم هذا المؤتمر فهي بحد ذاتها رسالة على حد قول السفير السعودي هناك. والأهم من كل هذا كما يقول الملحق الديني بسفارة المملكة في ماليزيا الشيخ عبدالرحمن الهرفي أن فكرة هذا المؤتمر انطلقت أساسًا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي دعا لإقامته لبيان منهج أهل السنة والجماعة والرد على الشبهات التي تثار حول الإسلام، ودحض تهمة التطرّف وإنكارها، وإظهار وسطية أهل السنة واعتدالهم". وهو ما يؤكده السفير محمود قطان أن "رعاية المملكة لهذا المؤتمر يأتي لغرض إظهار الصورة الحقيقية للإسلام ووفقاً لنهجها الوسطي المعتدل. ولعلنا نقف ونتأمل في كلمة المستشار الخاص لرئيس الوزراء الماليزي الداتو فتح الباري بن محمد جهيا والتي يقول فيها: "إن الأمة الإسلامية تواجه حرباً فكرية مختلفة، لذلك يجب توجيههم وإرشادهم لاتباع العقيدة الصحيحة عقيدة أهل السنة والجماعة". وهي بالفعل وقفة استشرافية لهذا المشروع الحضاري للأمة الإسلامية وبدعم من خادم الحرمين الشريفين عبر مركز الملك سلمان للسلام العالمي ويتم الطرح بين الطلاب المسلمين للخروج بأفكار إبداعية توظف تقنيات الاتصال الحديثة وشبكات التواصل المجتمعي لنشر الفكر الوسطي المعتدل وتبيان صورة الإسلام السمح. وأن يأخذ الإعلام في دولنا هذا المشروع وإنتاجه بصورة عالمية. فهي خطوة نسأل الله لها التوفيق والاستمرار, وأن نرسم صورة ديننا بأيدينا وعقول وإبداع أبناء أمتنا.