منذ فجر التاريخ والأمم والشعوب في صراع، تارة على الموارد وتارة أخرى على العقائد والأفكار، فهناك حروب تفرض نفسها عليك وتجد الدول نفسها مجبرة على القيام بها وعاصفة الحزم خير مثال للحرب المفروضة التي لا مفر منها مهما كلفت من ضحايا بالأفراد والمال والتعرّض لضغوطات دولية وحروب إعلامية. مع هذه العاصفة التي أعادت للعرب كرامتهم وهيبتهم لابد من تبني خطة إستراتيجية حتى لو كانت طويلة الأمد لمواجهة الشيطان الأكبر وهو نظام ملالي طهران الذي لم يصل هذه المرحلة إلا بعد أربعة عقود من التخطيط والتنفيذ حتى أصبح اليوم لا يدخل دولة إلا ومصيرها الدمار والخراب وإثارة الفتن والعراق ولبنان وسوريا واليمن أمثلة حية لذلك. طيلة هذه العقود الأربعة كانت إيران تلعب لوحدها في المنطقة، بلا رقيب ولا حسيب بل بصمت وتواطؤ دولي. وبعد ما شبعت المنطقة العربية بالأزمات المتتالية والحروب الدامية نتيجة مشروع إيران القومي التوسعي الذي يوظف المذهب والإرهاب والدبلوماسية الناعمة وسيلة لتحقيق أهدافه، لم يبق أمامنا سبيلا إلا العمل على إسقاط هذا النظام الذي تضرر منه الداخل الإيراني قبل الخارج. إسقاط نظام ملالي طهران يجب أن لا يكون بحرب مباشرة على إيران حيث سيكلف الكثير من الخسائر ويؤدي لنتائج عكسية ومنها تأجيج الصراع القومي الفارسي العربي ورص الصفوف في داخل إيران وخارجها ضد أي دولة تهاجم إيران سوا كانت أمريكا أو حلف عربي. إيران أوهن من بيت العنكبوت وإسقاطها من الداخل أسهل بكثير من إسقاطها من الخارج فهي تتكون من عرقيات ومذاهب مختلفة وإيران الحالية التي بنيت على أنقاض بلاد فارس بعد احتلال إمارة الاحواز وأذربيجان الجنوبية وشرق كردستان وغرب بلوشستان وجنوب تركمانستان وكل هذه الأقاليم تعد شعوبا غير فارسية مهمشة وتعاني من الاضطهاد القومي والمذهبي وتتطلع للخلاص من النظام الإيراني العنصري البغيض. وجود خطة عمل إستراتيجية طويلة الأمد للشعوب غير الفارسية في جغرافية إيران مع بعض قوى المعارضة المعتدلة الإيرانية ودعمهم في المنابر السياسية الدولية وكذلك دعمهم الإعلامي والتركيز عليهم والأخذ بيدهم سياسياً وحقوقياً ستكون الخطة الأقل كلفة لإسقاط نظام ملالي طهران. قد يقول البعض هذا تدخلاً في شؤون الدول ومخالفاً للقوانين الدولية فأقول له، هل إيران راعت القوانين الدولية واحترمت الجيرة والجميع يعلم أن طهران لم تترك ميليشيات إرهابية إلا ودعمتها ورعتها وتواصلت معها وتتفاخر علنا بأنها تحتل خمس عواصم عربية بحسب أحد مسؤوليها الكبار ووصل بها الأمر إلى تزويد الحوثي في اليمن بصواريخ باليستية، إيرانية الصنع تم إطلاقها على السعودية بأيدي لبنانية تابعة لحزب الله ووصلت مكة والرياض!! هل هناك أكبر من هذا وماذا ننتظر، سلاحنا الوحيد هو دعم الشعوب غير الفارسية بكل قوة وبأسرع وقت ممكن، فهم الوحيدون القادرون على إسقاط خامنئي أو إجباره على التراجع من المنطقة والتخلي عن مشروعه التوسعي.