منذ أن وضعت المملكة حداً للممارسات الإرهابية لحكومة قطر والشعوب الخليجية تقف صفاً واحداً مع بلاد الحرمين ضد تنظيم الحمدين وضد تآمره على وحدة الخليج وسلامة أرضه، وسارع الفنانون من المملكة والإمارات بشكل خاص للتعبير عن موقفهم الحاسم ضد فساد الحكومة القطرية، فقدم ناصر القصبي حلقة في مسلسل «سيلفي» بعنوان «الموذي»، فيما غنى مطربو الخليج كلمات معالي تركي آل الشيخ في أغنية «علّم قطر»، ثم شارك مطربو الإمارات بأغنية «قولوا لقطر»، وكلها أعمال تناولت أرباب الفتنة في الدوحة واستعرضت ممارساتهم الشيطانية في العشرين سنة الماضية. طيلة أيام المواجهة مع الحكومة القطرية لم يبق فنان خليجي إلا وعبر عن تأييده المطلق للمملكة ولحقّها في محاسبة المجرمين الذين عاثوا في العالم العربي فتنة وفساداً واقتتالاً، فيما عدا الفنانة الإماراتية أحلام التي فضلت الصمت والحياد في معركة لا تقبل الحياد ومع ذلك لم يعتب عليها أحد ولم يطالبها الجمهور بتحديد موقفها تقديراً لظرفها الخاص بحكم أن زوجها وأبناءها قطريو الجنسية، حتى القنوات الفضائية لم تجبرها على شيء بدليل أن قناة MBC استمرت في التعامل معها حتى لحظة تغريدها لتلك التغريدة المثيرة قبل أيام والتي نعت فيها «الفن» وتمنت عودته راقياً محترماً من جديد!. تغريدة أحلام كانت لتمر مرور الكرام لو أنها جاءت في ظرف عادي، أو في توقيت غير الذي نُشرت فيه، لكنها جاءت متزامنة مع طرح الأغنية الإماراتية الوطنية «قولوا لقطر» التي تهاجم حكومة قطر وتفضح ممارساتها الإرهابية، وهو ما فهم منه اعتراض أحلام على هذه الأغنية، ومحاولة لتبرئة نفسها، وكأن زملاءها الفنانين الإماراتيين قد ارتكبوا خطأ فادحاً يستدعي إعلان البراءة. ورغم نفي أحلام أن تكون قد قصدت هذا المعنى حصراً إلا أن القرائن واضحة ولا تحتمل التأويل وقد جاء الحسم الفوري من إدارة قناة MBC حين أعلنت طرد الفنانة من برنامج The Voice وإحلال الفنانة نوال الكويتية بديلة عنها. تحاول أحلام حتى هذه اللحظة إثبات براءتها وتنشر في حساباتها أغنياتها الوطنية القديمة إلى جانب تغريدات بكائية تؤكد فيها أنها تعرضت للظلم والاضطهاد إلى غير ذلك من مفردات قاموس المظلومية، لكنها تجاهلت أمراً مهماً وهو أن من تتهمهم بظلمها هم الذين دعموها لسنوات ولم يطالبوها بأي موقف سياسي أو أخلاقي تقديراً لظرفها الخاص، ومع ذلك فقد اختارت بنفسها ودون إملاء من أحد أن تنتقد عملاً وطنياً نفذه مواطنوها ضد عدو بلادهم، في موقف لم يفهم منه سوى رفضها المبطن لمشاركة الفن في المعركة ضد حكومة الفتنة في قطر. مشكلة أحلام لم تبدأ مع هذه التغريدة، ولن تنتهي بها بالتأكيد، بل هي مشكلة عميقة تصل إلى ذاتها وشخصيتها المتهورة التي لا تفكر مرتين قبل الإدلاء بأي رأي في أي قضية، منذ بداياتها الفنية قبل أكثر من عشرين سنة وحتى اليوم، ومسيرتها حافلة بصراعات لا معنى لها، أساسها سوء التعبير وسوء التوقيت إضافة إلى نرجسية طاغية تجعلها ترى نفسها محور الكون، وما قضية برنامجها المُلغى «الملكة» إلا دليل على أن مشكلتها أكبر من مجرد تغريدة عابرة. شخصية أحلام تستدعي الدراسة فعلاً، فمن يرى بكائياتها في هذه اللحظة سيعتقد أنها مظلومة فعلاً وأن قرار MBC لم يكن منصفاً ولن يصدق أنها هي من غردت بتلك التغريدة المثيرة، شخصية قلقة مرتبكة تحاول اصطناع الإثارة في أي مناسبة، والتباهي بثروتها، والبذخ بجنون، ومهاجمة الجميع، وكل ذلك لتغطية كوامن نفسية مضطربة قد تعود جذورها لبداياتها ولأيام الماضي المؤلم.