أن ترد كلمة "حيوحشونا" في بيان رسمي صادر من قبل هيئة الرياضة بعدما استخدم رئيس الهيئة تركي آل الشيخ نفس المفردة في مقابلة تلفزيونية فهذا يعني أن هذه المنظمة بدأت تتعامل مع الأحداث والقضايا بالطريقة التي يفهمها الجميع، وأن على الجميع أن ينتظر مزيداً من الأحداث والمفاجآت التي ربما تطال شخصيات لا يتوقع أحد أن تواجه ملفات شائكة وقضايا ترتبط بسوء تصرف إداري أو مالي في الرياضة السعودية. ما ظهر من نتائج تتعلق بثلاث قضايا فقط ليس إلا رأس جبل الجليد، لكن ما يخشاه كثير من الرياضيين هو أن تنشغل الهيئة بملاحقة قضايا الفساد والتجاوزات داخل المنظومة الرياضية السعودية من أندية ومنتخبات واتحادات ولجان وربما على صعيد المنتخبات في مختلف الألعاب. لا أرى في هذه المخاوف أي مبرر، فمتى ما استطاعت المؤسسة الرياضية التعامل مع هذا الملف الضخم والذي بقي مغيباً حتى كاد أن يطويه النسيان، فإن ذلك يعني تأسيس بيئة صحية ونزيهة وخالية من العبث المالي والإداري، ما يعني التأسيس لمرحلة جديدة عنوانها البقاء للأفضل والأكفأ والأكثر نزاهة وحرصاً على خدمة الرياضة ما يعني أننا نعيش مرحلة التخلص من أعباء الماضي التي أبقتنا متخلفين عن الركب الرياضي على مستوى العالم لسنوات. ما تحتاجه الهيئة في المرحلة المقبلة هو مواصلة العمل على نبش الملفات والعمل على مبدأ "اللي فات ما مات" وربما يكون تشكيل لجنة قانونية متخصصة بصلاحيات كبيرة مفتاحاً لاقتحام ونكش "عش الدبابير" فكم من أموال صرفت بطريقة خاطئة وعمولات صرفت وتنفيع لمقربين وهدر مالي وعبث إداري دفعت أنديتنا ثمنه، عدا عن ما يخفى عن الإعلام في اتحادات الألعاب المختلفة من صرف مبالغ وانتدابات وهمية وممارسات نسمع عن كثير منها في المجالس ومنصات التواصل الاجتماعي بحاجة للتتبع والتحقيق. تنظيف الرياضة السعودية مهمة ليست بالسهلة لكنها ممكنة وغير مستحيلة والهيئة قادرة على إنجازها الأمر الذي سيخلق بيئة مميزة وجاذبة للعمل وسيعزز الاحترافية في هذا الوسط الذي تعب كثيراً من أفراد أساؤوا استخدام السلطة دون حسيب ولا رقيب ودون أن يسمعوا مفردة "حتوحشونا" بعد إدانتهم.