كان مساء يوم السبت 4 نوفمبر 2017م يوماً مشهوداً في تاريخ المملكة العربية السعودية، لقد أوفى خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم بوعده الذي قطعه لهذه البلاد بمحاربة الفاسدين أياً كانوا وإيقاع أشد العقوبات عليهم، بدأها بقرار إنشاء لجنة عليا فوق كل اعتبار يرأسها سمو ولي العهد لمكافحة الفساد، لتكون لها السلطة العليا والصلاحية فوق أي مسؤول كان، وعضوية رئيس هيئة الرقابة والتحقيق ورئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) ورئيس ديوان المراقبة العامة ورئيس أمن الدولة، وأعطيت لهذه اللجنة كافة الصلاحيات وتم استثناؤها من الأنظمة والتنظيمات والتعليمات السابقة لكي يكون لها القوة والفاعلية وعدم تدخل أي كائن في عملها، لتقوم بهذه المهمة الجسيمة التي نخرت في جسد الوطن والمجتمع لسنوات ولم تلقَ من يقف بوجهها، كتبت كثيراً من المقالات عن الفساد وبالأرقام كلها تبين جسامة الأثر السلبي على الاقتصاد والمجتمع، والحمد لله جاء الوقت ليمنحنا ملك الحزم مساحة مريحة للاطمئنان على الوطن، وما يعزز الارتياح هو تلك الشفافية في الإعلان عن بعض الأسماء الكبيرة والشهيرة بدون استثناء، سيضع الجميع في مساءلة وتحقيق ليجيبوا على السؤال المهم؛ من أين لكم هذا؟ كانت ليلة تاريخية سعيدة على الجميع وسيكون الجميع أسعد عندما ينال كل من تعدى على حق الوطن عقابه وتُعاد جميع هذه الأموال لخزينة الدولة، وتُعلن نتائج التحقيق في الإعلام بأسرع وقت لكي تردع كل من تسول له نفسه الإضرار بمصالح الوطن واستغلاله، وتضع حداً لحقبة طويلة من الاستغلال السيئ لثروات الوطن ومقدراته في بيئة ساهمت في تفاقم هذا الفساد وعدم كبح جماحه، فالفساد بأنواعه لن يوقف إلا بالقوة والشدة والعقاب والتشهير، والحمد لله حان وقت ذلك في وقت سلمان الحزم والعدالة.