قتل 75 مدنياً على الأقل مساء السبت جراء استهداف تنظيم «داعش» بعربة مفخخة تجمعاً للنازحين الفارين من المعارك المحتدمة على جبهات عدة ضد المتشددين في محافظة دير الزور في شرق البلاد. وبرغم الخسائر الميدانية الكبيرة التي مُني بها خلال الأشهر الأخيرة، لا يزال «داعش» يحتفظ بقدرته على التسبب بأضرار خطيرة من خلال هجمات انتحارية وتفجيرات وخلايا نائمة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس الأحد: إنه تمكن حتى الآن من توثيق مقتل «75 نازحاً مدنياً على الأقل بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 140 آخرين بجروح». وأشار عبد الرحمن إلى أن السيارة المفخخة للتنظيم المتطرف استهدفت تجمعاً للنازحين بالتزامن مع توافد آخرين إلى المكان في منطقة صحراوية تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية (تحالف فصائل كردية وعربية) على الضفاف الشرقية لنهر الفرات. ويسعى العديد من المدنيين الذين وقعوا فريسة العنف، إلى الفرار من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، حتى أن بعضهم يتوه في المناطق الصحراوية حيث تنعدم الاتصالات، وفق عبدالرحمن. وذكرت منظمة «سيف ذي تشيلدرن» الإنسانية أن «نحو 350 ألف شخص بينهم 175 ألف طفل عرضوا حياتهم للخطر خلال الأسابيع الأخيرة من أجل إيجاد ملاذ والهرب من تصاعد العنف في دير الزور». وتسبّب النزاع السوري منذ اندلاعه في آذار/ مارس 2011 بمقتل أكثر من 330 ألف شخص، ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. تشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين ضد تنظيم «داعش»، الأولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي عند الضفاف الغربية لنهر الفرات، حيث مدينتا دير الزور والبوكمال، والثانية تشنها قوات سورية الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن عند الضفاف الشرقية للنهر الذي يقسم المحافظة. وعلى وقع هجمات عدة، فقد التنظيم الإرهابي خلال الأشهر الماضية مساحات واسعة في سورية والعراق في العام 2014، أبرزها معقلاه مدينتا الرقة والموصل، ولم يعد يسيطر سوى على بعض المناطق المتفرقة، أبرزها تمتد في شريط ضيق في منطقة وادي الفرات بين محافظتي دير الزور السورية والأنبار العراقية.