تمر الأيام ونتخذ منها دروساً وعبراً، وهذه فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلقه، ومن بين ذلك أن الله قيض لعباده زعماء صالحون مصلحون، يقومون بخدمة الإنسانية والتي كرمها الله سبحانه وتعالى، فنجدهم دائماً في قيادة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك "عبدالعزيز" -طيب الله ثراه-، ثم جاء من بعده أبناؤه الأوفياء، والذين هم على نهجه المنبثق من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وتأتي مكانة المملكة العربية السعودية من إشرافها وخدمتها للحرمين الشريفين، واللذين جعلهما الله تعالى مأوى أفئدة عباده المؤمنين، ومن هذا المنطلق شعر القادة السعوديون بمسؤوليتهم في خدمة دين الله، والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، لذا وقف الشاب الطموح ذو الموهبة والعطاء، وبعد النظر وصدق الضمير ليعيد للأمة الإسلامية مجدها التاريخي، والذي شوه سمعته المتطرفون الإرهابيون، ألا وهو ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فالمتأمل لحياته العملية يتبين له مدى حرصه الشديد على أن يكون مهبط الوحي ومنبع الرسالة ينطلق منه نور المحبة والسلام إلى العالم أجمع، ففي الجانب الاقتصادي هو صاحب رؤية 2030م، أما في الجانب الأمني والحرص عليه فحدث ولاحرج، فمن يتأمل واقعنا اليوم والأحداث الأليمة المتكررة من الجرائم الوحشية المرتكبة باسم الدين؛ من قتل الأبرياء وترويعهم، مع اختلاف معتقداتهم ومجتمعاتهم، مع أن الإسلام بريء من ذلك كله، تفضل سموه الكريم بإنشاء مركز الحرب الفكرية؛ ليكون منبعاً حضارياً في مواجهة التطرّف والإرهاب فكرياً بعد مواجهته عسكرياً، ثم تأتي كلمة سموه الكريم في الحوار الذي أجري معه الثلاثاء، في اليوم الأول لمنتدى مبادرة مستقبل الاستثمار ضرباً للمتطرفين الإرهابيين، واستئصال جذورهم في المملكة قائلاً: (سنعود للإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان، وسندمر الأفكار المتطرفة فوراً). لقد أعدت إلى الأذهان قول الشاعر محمد بن عثيمين -رحمه الله- لما وحد المغفور له الملك "عبدالعزيز" المملكة: "العز والمجد في الهندية القض.. لا في الرسائل والتنميق للخطب"، حفظ الله المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. * إمام المركز الإسلامي بدرانسي بباريس ونائب رئيس منتدى أئمة فرنسا