إذا انتشر الأمل؛ فإن أحداً لن يفكر في اللحاق بعصابات الشر ومناطق الصراع.. يذهب الشاب إلى الحياة البائسة التي تروج لها التنظيمات الإرهابية في مناطق النزاع؛ إذا كان لا فرق بين واقعه المختطف وواقعهم، وكذا تعمل خلايا الشر في استغلال المناطق الرماديّة والترويج لحلولها السوداء. وسواء عليك كنت شاباً أم ممن فاتهم القطار، فلم يك يوم الثلاثاء الماضي يوماً مكرراً.. ولن تستطيع القول إنه مر عليك مرور الكرام.. كان اليوم التاريخي الذي أعلن فيه سمو ولي العهد نهاية ما يسمى زوراً وبهتاناً ب"الصحوة" وبداية الصحوة الحقيقية.. يوم فرح بامتياز لاصوت فيه يعلو فوق صوت الوطن.. ولا لون فيه إلا ما هو أخضر.. وكان لافتاً أن كل أصوات النشاز.. الأصوات المهووسة باختطاف المجتمع؛ قد اختفت في تلك الليلة العظيمة أمام رأي عام جارف مؤيد لتلك الطموحات والخطط الجسورة.. لايوجد وسيلة إعلامية عالمية لم تتناول حدث اطلاق مشروع (نيوم) ليس لانه استثمار جديد أو تحول اجتماعي جديد أو اضافة سياحية ضخمة؛ بل لأنه عزم خارق للعادة يريد أن يتجاوز الخطط الرتيبة إلى أحلام جسورة لشعب يتميز بالدهاء والعزيمة كما وصفه سمو ولي العهد.. ولأنه تقديم جديد لمملكة جديدة تعج بالفرص الذهبية.. من كان يتوقع أن في الشمال منطقة كهذه أو في جنوبالرياض "قدية" للترفيه أو أن جزر البحر الأحمر البكر يمكن أن تكون وجهتنا؟ مشروعات طموحة جدا لا تهم تفاصيلها وعوائدها الاقتصادية بقدر أهمية عوائدها الاجتماعية ومساهمتها المتوقعة في احداث التغير الاجتماعي الطبيعي الذي توقف لاكثر من ثلاثين عاماً.. عوائدها ستشمل كل مناحي الحياة، وستتجاوز قوة تأثيرها إلى محيطنا العربي المحبط؛ إذ ستكون في أقل الاحتمالات حافزا لهذا المحيط ليخرج من حروبه العبثية ويحاول اللحاق بتلك المشروعات شراكة أو منافسة.. اتحدث عن حالة من التفاؤل الشعبية العربية تبث لدى الجميع الأمل بالحياة الطبيعية المسالمة، وبأن الشعوب بيدها أن تفيق من تبعيتها واستسلامها لقوى الشر وتسلم نفسها لطموحات الخير والآمال العظيمة. إنه العهد الحازم.. الذي يقود الوطن نحو واقع يليق به.. واقع يمثل أكثريته الغالبة.. واقع ليس مسموحاً فيه لاحد بادعاء تمثيل المجتمع أو الاعتداء عليه والتشكيك في اخلاقه.. واقع من الحزم والعزم الذي لا يعترف بخفافيش الظلام ويفرض قواعد جديدة لمرحلة جديدة لا تقبل انصاف الحلول.. مرحلة جديدة كلمة السر فيها هي "الاقتصاد". اجزم أن الجميع لم يك يتوقع هذه القفزات العظيمة.. وحدها القيادة سبقتهم إلى ذلك وأعلنت ميلادا جديدا.. وصحوة جديدة لا تؤمن إلا بالشعب من واقع معرفتها اللصيقة به وباحتياجاته.. هذه هي المملكة السعيدة.. المملكة الجديدة.. التي يؤسس لها ملك يعرف شعبه ويعرف تفاصيل تفاصيل هذا الشعب..؟