حظي الإعلان عن إطلاق مشروع "نيوم" من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء باهتمام كبير لدى وسائل الإعلام الفرنسية التي رأت فيه خطوة عملاقة لتجسيد رؤية 2030. وذكّرت صحف ومجلات ومواقع عديدة بأن ولي العهد هو الذي أشرف بنفسه على الإعداد لهذه الرؤية الرامية إلى السماح للمملكة من الانتقال بشكل عملي من مرحلة الاقتصاد القائم أساسا على عائدات النفط إلى اقتصاد متعدد المصادر. وكتب رومان هويكسيس في مقال نشر في موقع قناة "فرانس 24" الناطقة باللغة الفرنسية مقالا ركز في بدايته على حرص الأمير محمد بن سلمان من خلاله على فتح أفق أمام المبدعين السعوديين وغير السعوديين لإنجاز هذا المشروع. وتوقف كاتب المقال عند مقطع من مداخلة ولي العهد قال فيه: "لا نعمل إلا مع الحالمين" للتوصل إلى منجزات جديدة في هذا العالم. وأعطى رومان هويكسيس بعض الأمثلة عن إسهام المعارف الحديثة والتكنولوجيا المتطورة جدا في استحداث منطقة "نيوم" التي ستنشأ في شمال المملكة وتكون نموذجا عالميا للتنمية الاقتصادية المستدامة. ومنها مثلا الطائرات بدون طيار والمركبات ذاتية القيادة التي من شأنها تسوية مشكلة الاكتظاظ التي تعاني منها المدن والمناطق الصناعية التقليدية. وقال كاتب المقال إن المطلع إلى خطوط المشروع الكبرى وبعض الإجراءات التي اتُّخِذت مؤخرا في المملكة أو التي ستُتخذ في المستقبل القريب تساعد على إدراك ما ركز عليه ولي العهد عند الإعلان عن إطلاق المشروع من أن القيادة السعودية حريصة على عودة البلاد إلى "الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم". ونشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية الأسبوعية مقالا عن المشروع، فذكرت بدروها أن بصمات ولي العهد فيه واضحة لتحديث البلد على كل المستويات ولاسيما تلك التي تتعلق بجعل المرأة السعودية محركا أساسيا في قاطرة التغيير الاقتصادي والاجتماعي. وأشارت المجلة إلى أن القطاعات التسعة التي ستقوم عليها أنشطة منطقة "نيوم" هي القطاعات الواعدة اليوم على مستوى التنمية الاقتصادية العالمية وهي القطاعات المتصلة بالطاقة والموارد المائية والنقل والاتصال والتكنولوجيا الإحيائية والتقنيات الرقمية والتغذية وأنظمة التصنيع المتطورة والترفيه. وحتى تقدم مجلة "شالانج" الاقتصادية الفرنسية فكرة عن أهمية مشروع "نيوم" بالنسبة إلى المملكة بشكل خاص ومنطقتي الخليج والشرق الأوسط عموما، قالت إن المساحة التي ستقام فوقها المنطقة الصناعية التي أعلن عن إطلاقها ولي العهد تعادل ثلاثة أضعاف مساحة جزيرة قبرص. وتولى موقع "فوتورا سيانس" الفرنسي المهتم بشؤون العلم والتكنولوجيا والمعارف الحديثة شرح كلمة "نيوم" لقرائه فذكر في مقال خصص للموضوع أن الكلمة أُدغمت فيها عبارة "نيو" باللغة الإنجليزية أي "الجديد" وحرف "م" العربي الذي هو فاتحة كلمة "مستقبل". وبالتالي فإن المشروع يعني "المستقبل الجديد" ويهدف حسب الموقع إلى "إنشاء قطب ضخم موجه إلى المستقبل ويكون مثاليا من الناحية البيئية وجذابا بالنسبة إلى قطاعات الاقتصاد المتطورة جدا".