أكد سياسيون عراقيون بأن الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي العراقي يعكس حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله على وحدة العراق، وأضافوا بأن نتائج هذا الاجتماع تثبت حكمة الملك سلمان بن عبدالعزيز ليكون العون والسند لدعم الشعب العراقي. وقال عضو مجلس النواب العراقي للعلاقات الخارجية الشيخ شعلان الكريم ل "الرياض": بأن الاستقبال الحافل لرئيس مجلس الوزراء العراقي د. حيدر العبادي والوفد المرافق له أثناء لقائهم خادم الحرمين الشريفين يبين المحبة الكبيرة التي يكنها الملك سلمان لشعب العراق بكل طوائفه، وأضاف بأنهم يطمحون كعرب إلى زيادة التعاون خصوصاً وأن العراق يحتاج إلى المملكة التي تمثل عمقه العربي الخليجي، مثلما تحتاج المملكة العراق حارس البوابة الشرقية للوطن العربي، ونحن كعراقيين نرغب ونحث على ذلك فضلاً عن جذور الإخوة التي تربط الأشقاء في كلا البلدين، وهو ما سينعكس على تطوير أواصر الأخوة عبر التعاون بين البلدين الشقيقين في كل المجالات، وهي ضمانة للعراق الذي يبحث عن الأمن والأمان بتعاون المملكة ودورها الفعّال وما لها من ثقل في المنطقة خصوصاً، وسيكون لمد الجسور الاقتصادية بين الرياضوبغداد نتائج إيجابية ستعود بالنفع على البلدين، وأكد بأنهم كعراقيين يعولون بشكل كامل على حكمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ليكون العون والسند لدعم العراق في مرحلة إعادة النازحين وإعمار محافظات غرب العرق، بل ونعول على أن تكون المملكة أكبر المشاركين لنضمن الاستقرار فيها، ونطمح أن يكون دور المملكة أكبر خلال السنوات المقبلة، لأن المملكة كانت وستظل بالنسبة للعراقيين الأخ الأكبر الضامن لعروبة العراق، والشعب العراقي يثق بأن المملكة أكبر داعم للوئام بين العراقيين بعد دحر تنظيم داعش الإرهابي. وذكرت عضو مجلس النواب العراقي غادة الشمري بأن المنطقة العربية والإسلامية قد دخلت مرحلة تسويات وشيكة ستدفع بجميع الأطراف المعنية نحو التفاهم على أسس ومصالح مشتركة يمكن إنجازها في ظل التعاطي المتبادل على خلفية هذه الرؤية، وأكدت بأن عودة العراق إلى محيطة العربي عبر بوابة المملكة تمثل إنجازاً تاريخياً للحكومة العراقية، ونجاحاً كبيراً لمواجهة الإرهاب الذي ضرب المنطقة وأحدث اضطرابات على المستوى المحلي والإقليمي، وأضافت بأن عودة النشاط الاقتصادي بين البلدين سيعزز العلاقات الثنائية الطيبة بين أبناء البلدين، وسيدفع هذا النشاط إلى فتح النشاطات الأخرى وفي شتى المجالات الاجتماعية، الثقافية، الرياضية، والتي كانت ناجحة وفي أبهى صورها خلال العقود الماضية لما بين البلدين من علاقات مشتركة تاريخية، وأن النسب والعشيرة والدين كل هذه الروابط بين البلدين ستعطي لعودة العلاقات الثنائية بين البلدين زخماً كبيراً وناجحاً، وبينت بأن التحديات التي تعصف بالمنطقة تعطي الدافع الأقوى لإعادة العلاقات بين البلدين فالمصير المشترك وبقية الروابط عناصر مهمة لمواجهة التحديات الكبيرة بين البلدين، وشددت على أنهم كعراقيين وقادة سياسيين يكنون للمملكة قيادة وشعباً الاحترام والتقدير العالي، "وسنسعى ونبذل كافة الجهود من نشاط سياسي داخلي وخارجي من أجل نجاح هذا المشروع الكبير في إعادة الروح والحياة بين البلدين الشقيقين، وستثبت الأيام القادمة بأن المملكة هي الداعم الحقيقي للشعب العراقي"، وقالت: بأن خادم الحرمين الشريفين أكد وأمام العالم أجمع بأن ما يربط المملكة والعراق ليس مجرد حوار ومصالح مشتركة وإنما أواصر الأخوة والدم والتاريخ والمصير الواحد، مما سيسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية لأبناء الشعب العراقي. وأكد مستشار رئيس مجلس النواب العراقي خالد الناصر أنه منذ أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان _ حفظهما الله _ عن استراتيجيتهم في الانفتاح على العراق، ومن خلال تحركات وزير الخارجية عادل الجبير والجهود الدبلوماسية للسفارة السعودية في بغداد، بدأت هذه الاستراتيجية تأتي أكلها الواضح في انفتاح وتواصل بين الطرفين بشكل مطرد، وقد ساهم الجو الإيجابي في العراق وعلى كافة المستويات السياسية والنخبوية والشعبية في إيجاد بيئة وطنية داخل العراق باتت مرحبة ومتحمسة لطي صفحة من الجمود سادت العلاقات العراقية السعودية أكثر من عقدين من الزمان، ولا شك أن الجمود في العلاقات بين الطرفين تسبب بخسارة لكلتا الدولتين الشقيقتين والجارتين الكبيرتين في منطقة تموج بالمشكلات والاضطرابات السياسية والاقتصادية والأمنية، ولعل انتشار الإرهاب الداعشي والفكر التكفيري في المنطقة كان عاملاً محفزاً لإعادة النظر من قبل كل صناع القرار في كلتا الدولتين في الرؤى والخطط والأولويات، مما سهل عملية الحوار وتجاوز المعوقات التي حالت دون التعاون خلال السنوات الماضية، ولكن في النهاية تكللت هذه الجهود من خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي د. حيدر العبادي والوفد الحكومي العراقي الأخير للمملكة والالتقاء بأخيهم خادم الحرمين الشريفين _ حفظه الله _، والجهود المخلصة من قبل الأشقاء في المملكة بانبثاق مجلس التنسيق السعودي العراقي المبارك، الذي يحظى بترحيب من الشعب العراقي قبل الحكومة، والذي ينظر له على أنه البوابة الحقيقية التي ستفتح كل الأبواب والنوافذ التي أغلقت بين البلدين، وسيسهم المجلس في مواجهة خطر التطرف والإرهاب الذي يهدد البلدين، كما أنه سيساهم في توثيق عرى الأخوة والتعاون الاقتصادي والسياسي وحتى الاجتماعي، وسيساهم في عودة العراق للحضن العربي الكبير من بوابة المملكة وقائدها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والشعب السعودي الكريم الذي هم أصل العروبة ومنبعها .