كاد الحكم الذي لفظ به المجلس العدلي في بيروت في قضية رئيس الجمهورية بشير الجميل الذي اغتيل عام 1985 بعد 33 يوماً على انتخابه رئيساً للجمهورية أن يفجّر لبنان. فقد لفظ المجلس العدلي الحكم بالإعدام ضدّ حبيب الشرتوني ونبيل العلم المتهمين الرئيسيين بتنفيذ عملية الاغتيال في تفجير للمبنى الذي ارتاده الرئيس الجميل مجتمعاً مع أنصاره الكتائبيين الذين قضى منهم 32 شخصاً. ولم يمرّ اليوم الطويل بلا توترات، بدأت قبل أسابيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين أنصار حزبي الكتائب والقوات اللبنانية وبين أنصار الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي ينتمي إليه الشرتوني وعلم. أما أوج التحدي فقد كان أمام قصر العدل حين اصطف أنصار الكتائب والحزب السوري القومي الاجتماعي وتبادلوا الشتائم لتفصل بينهما قوات مكافحة الشغب، وظهر الاحتقان عبر وسائل التواصل الاجتماعي ثم في الاحتفال في ساحة ساسين في الأشرفية حيث احتفى كتائبيون بصدور حكم طال انتظاره 35 عاماً، وهللوا له رغم أنه حكم غيابي. ولعلّ ما حدث في لبنان أظهر من جديد أن اللبنانيين جميعهم من دون استثناء لم يخرجوا من جلباب الحرب والتراشق الطائفي والتخوين والاتهامات المتبادلة والترويج لأخذ الثأر بعيداً عن حكم القانون.