كد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله أمس على المضي في مساعي تحقيق المصالحة الداخلية مع حركة «حماس». وأبلغ الحمد الله الصحفيين في غزة خلال جولات تفقدية له، بأن معارضة إسرائيل لتفاهمات المصالحة الفلسطينية لن تعيق تقدمها باعتبار أن المصالحة شأن داخلي ومصلحة فلسطينية. وأشار إلى أن إسرائيل كانت تتذرع دائما بالانقسام الفلسطيني الداخلي لإعاقة أي تقدم جدي في عملية السلام، مشددا على أنه لا دولة فلسطينية من دون قطاع غزة. وذكر الحمد الله أن حكومته بانتظار انعقاد اجتماعات الفصائل الفلسطينية في القاهرة الأسبوع المقبل للاتفاق على تمكينها من استلام كامل مهامها في قطاع غزة وإزالة أي عقبات. وشملت جولة الحمد الله التفقدية أمس مشروع محطة تحلية للمياه ومجمع الشفاء الطبي في غزة قبل أن يغادر القطاع متجها إلى الضفة الغربية بعد ثلاثة أيام من تواجده على رأس وفد حكومي رفيع في غزة. في هذه الأثناء، عبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن الاستهجان لمطالب أوساط سياسية إسرائيلية وأميركية من أي حكومة وحدة فلسطينية مقبلة بالاعتراف بإسرائيل. وقال عريقات، في تصريح صحفي مكتوب، إن «على إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية الاعتراف أولا بدولة في فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية للتوصل إلى اتفاق نهائي تعيش بموجبه إسرائيل جنبا إلى جنب مع دولة فلسطين بأمن وسلام». وأضاف أن على الأوساط الإسرائيلية والأميركية «عدم المشاركة في تضليل المجتمع الدولي من خلال إشاعة الأكاذيب وقلب الحقائق حول عدم وجود اعتراف فلسطيني بدولة بإسرائيل»، مذكرا ب «اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل منذ 29 عاماً». واعتبر أنه «من المؤسف أن نسمع تلك التصريحات المختلقة التي تساهم في إحباط المساعي الفلسطينية في تحقيق المصالحة باعتبارها اللبنة الرئيسة التي يقوم على أساسها تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة، ونطلب اليوم من إسرائيل انجاز الاعتراف المتبادل». وشدد على أنه «لا يجب الطلب من الأحزاب الاعتراف بالدول الأخرى، وأن الاعتراف شأن الدول والحكومات وليس الأحزاب». وأكد عريقات على أهمية الجهود المبذولة لإتمام المصالحة لتوحيد الصف الفلسطيني وتعزيز التوافق الوطني باعتبار أن ذلك سيساهم بشكل كبير في تحقيق السلام. من جهتها أعلنت حركة حماس أن قطاع غزة ووزاراته «أصبح تحت إدارة حكومة الوفاق» وأنها ستعمل على دعمها وتعزيز دورها للقيام بمهامها. وأبدت حماس على لسان المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع، في بيان صحفي، حرصها على «تقديم مصلحة الشعب الفلسطيني العامة على أي مصلحة حزبية في حوارات القاهرة، وأنها ستتعامل بإيجابية تامة ومرونة كاملة لإنجاحها». وأكدت حماس التزامها بالاتفاقيات السابقة مع حركة فتح وجاهزيتها للبدء بتنفيذها وفق اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم توقيعه في القاهرة عام 2011.