عكفت الشرطة أمس الثلاثاء على البحث عن أدلة تفسر سبب إقدام أمريكي متقاعد مولع بالقمار وليس له سجل إجرامي على إعداد وكر قنص في أحد الفنادق العالية في لاس فيغاس وإطلاق النار على حفل موسيقي في ساحة أسفل الفندق ما أسفر عن قتل العشرات قبل أن ينتحر. ولم يترك المسلح الذي اتضح أن اسمه ستيفن بادوك (64 عاما) أي إشارة على الدوافع التي جعلته يكدس ترسانة من الأسلحة سريعة الطلقات ومن بينها 34 بندقية أو المذبحة التي ارتكبها في جمهور بلغ عدده 22 ألف متفرج كانوا يحضرون حفلا لموسيقى الريف في منطقة مكشوفة. وليس من المعروف ما إذا كان بادوك قد أدى الخدمة العسكرية أو أنه أصيب بمرض نفسي أو أنه أبدى نفورا اجتماعيا أو استياء سياسيا أو اعتنق آراء متطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي. واستبعد مسؤولون أمريكيون ما أعلنه تنظيم "داعش" من مسؤوليته عن الهجوم. وقال آرون راوز الضابط المسؤول عن الوحدة الميدانية لمكتب التحقيقات الاتحادي في لاس فيغاس للصحفيين يوم الاثنين "لم نتوصل حتى هذه اللحظة إلى أي صلة بجماعة إرهابية دولية". وقالت الشرطة إنها تعتقد أن بادوك كان يتصرف بمفرده. وقال جوزيف لومباردو قائد الشرطة في كلارك كاونتي للصحفيين "ليس لدينا أي فكرة عن معتقداته. ولا أستطيع النفاذ إلى عقل مريض نفسي". ورغم أن الشرطة قالت إنه لا وجود لمشتبه بهم آخرين فقد قال لومباردو إن المحققين يريدون التحدث مع ماريلو دانلي رفيقة بادوك التي قال إنها مسافرة خارج البلاد ربما في طوكيو. وأضاف لومباردو أن ضباط التحريات على علم "بأفراد آخرين" كان لهم دور في بيع الأسلحة التي اشتراها بادوك. وقالت السلطات إن أسوأ المخالفات القانونية التي ارتكبها بادوك كانت مخالفة سير. وتشير السجلات العامة إلى أن بادوك قضى حياته متنقلا عبر الغرب الأمريكي وجنوب شرق البلاد وأمضى فترات في العمل مديرا لشقق سكنية وعاملا في صناعة الطيران والفضاء. إلا أن الشواهد تشير إلى أنه استقر عندما اشترى بيتا في تجمع سكني للمتقاعدين في نيفادا قبل بضع سنوات على مسافة ساعة واحدة بالسيارة من لاس فيغاس وملاهي القمار التي كان يعشقها. وقد وصفه شقيقه إيريك بأنه ميسور الحال ومن عشاق ألعاب القمار والرحلات البحرية. وقال إيريك بادوك هاتفيا من أورلاندو في فلوريدا إن ما حدث "روعنا وحيرنا. عزاؤنا للضحايا. وليس لدينا أدنى فكرة".