قُتل 58 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من 515، عندما فتح مسلح النار على حشد مجتمع لحضور حفل موسيقي في لاس فيغاس مساء أمس (الأحد)، في عملية تبناها تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) واعتبرت الاسوأ من نوعها منذ عقود في الولاياتالمتحدة. وقال المسؤول في الشرطة جوزف لومباردو ان مطلق النار من سكان المدينة ويدعى ستيفن بادوك (64 عاماً)، وعُثر عليه ميتاً عندما وصلت قوات الأمن الى الطابق ال 32 من فندق «ماندالاي باي»، حيث كان متمركزاً. وأضاف: «نعتقد انه انتحر قبل وصولنا»، مشيراً إلى العثور على أكثر من عشر بنادق في الغرفة، والتي يقيم فيها منذ الخميس. وارتكب مطلق النار المجزرة من نافذة غرفته، التي تطل على مساحة واسعة تجمع فيها أكثر من 20 ألف شخص لحضور حفل للمغني جايسون آلدن. ونقلت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» عن مصدر أمني قوله ان منفذ الهجوم «اعتنق الإسلام قبل أشهر عدة». وقالت انه «نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف»، في إشارة إلى التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لقتال التنظيم في الشرق الأوسط. لكن الشرطة أعلنت عدم وجود سوابق جرمية لبادوك. وقال ضابط في «مكتب التحقيقات الاتحادي» (اف بي آي) انه «مع تكشف تفاصيل الحادث، توصلنا حتى الآن إلى عدم وجود صلة بأي جماعة متشددة دولية». وقال الناطق باسم «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» (سي آي إي) جوناثان ليو في رسالة بالبريد الإلكتروني، ان «الاستخبارات على دراية بإعلان جماعة إرهابية أجنبية المسؤولية عن إطلاق النار في لاس فيغاس. ننصح بالحذر من القفز إلى استنتاجات قبل التوصل إلى الحقائق». وذكر مسؤول أميركي كبير في الإدارة الأميركية ان هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن بادوك له تاريخ من المشكلات النفسية. وقالت السلطات ان المسلح كان يعيش في دار للمتقاعدين في ميسكيت في ولاية نيفادا. بدوره، قال اريك، شقيق بادوك في مقابلة مع «سي بي اس نيوز»، ان المهاجم لم يكن لديه «معتقدات دينية معروفة». وذكرت شبكة «اي بي سي نيوز» ان المهاجم كان يعمل محاسباً في السابق، ولديه شهادة طيران ورخصة صيد صادرة عن ولاية ألاسكا. وعبر ترامب في كلمة من البيت الأبيض عن حزنه العميق، وقال ان المسلح «قتل بوحشية أكثر من 50 شخصاً في عمل يمثل شراً خالصاً». وأضاف «في لحظات كهذه، نبحث جميعاً عن معنى وسط الفوضى، وعن بصيص نور وسط الظلام. لكن الإجابات ليست سهلة». وتابع مخاطباً عائلات الضحايا «إننا نصلي لأجلكم، أنا وميلانيا نصلي (...) لتجد الأمة بكاملها الوحدة والسلام». وأكد أن «وحدة صفنا لا يمكن أن يدمرها الشر، وروابطنا لا يمكن ان يحلها العنف. وعلى رغم شعورنا بغضب عارم بسبب قتل مواطنينا، فإن الحب هو ما يعرف بنا اليوم». وأمر ترامب بتنكيس الأعلام في حداد وطني. وقال انه سيتوجه إلى لاس فيغاس الأربعاء. ولم يتحدث في كلمته عن إعلان «داعش» المسؤولية عن الاعتداء. ووقع إطلاق النار في آخر ليلة من مهرجان «روت 91 هارفست» لموسيقى الريف «كونتري» الذي يستمر ثلاثة أيام، وأحياه فنانون كبار منهم مغني جيسون آلدن وإريك تشيرش وسام هانت. وقالت الشرطة ان عدد القتلى مرشح للارتفاع، ما يجعل الهجوم أكثر إطلاق نار جماعي دموية في تاريخ الولاياتالمتحدة، متخطياً حصيلة مذبحة في ملهى ليلي في أورلاندو العام الماضي قتل فيها 49 شخصاً، وأعلن «داعش» مسؤوليته عنها. وقالت السلطات انه تم إيقاف صديقة ستيفن بادوك، ماريلو دانلي، خارج البلاد التي كانت تبحث عنها قوات الأمن. وطوقت الشرطة الفندق ومشارفه للتحقيق. وتسبب إطلاق النار بتدافع كبير وسط حال من الذعر، وهرع بعض المشاهدين للفرار بينما تمدد آخرون أرضاً للاحتماء من الرصاص. من جهته، وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تعزية إلى نظيره الأميركي، أعرب فيها عن «صدمته لفظاعة هذه الجريمة». وقال بحسب بيان صادر عن الكرملين، ان «هذه الجريمة التي أودت بحياة عشرات المواطنين المسالمين تصدم بفظاعتها» معرباً عن «مواساته ودعمه لعائلات وأقارب الضحايا». وأعرب البابا فرنسيس عن «حزنه الكبير»، مبدياً «تعاطفه الروحي مع كل الذين طاولتهم هذه المأساة المروعة»، بحسب برقية من الفاتيكان. وأثار الاعتداء الغضب بين مؤيدي الحد من حيازة الأسلحة. ويحمي التعديل الثاني للدستور الأميركي الحق في حمل الأسلحة ويدافع الناشطون المؤيدون للحق في حمل السلاح عن هذا البند بشدة. وقال السناتور عن ولاية كونيتيكت كريس ميرفي «آن الأوان للكونغرس أن ينتفض ويفعل شيئاً». لكن البيت الأبيض قال انه من السابق لأوانه بحث السياسات الخاصة بفرض قيود على حمل السلاح. وقالت الناطقة باسمه سارة ساندرز للصحافيين، ان «اليوم هو يوم مواساة الضحايا والحداد على من فقدوا. سيكون من السابق لأوانه بالنسبة لنا بحث السياسة في الوقت الذي لا نعرف فيه تماماً جميع الحقائق أو ما حدث الليلة الماضية».