يبدو أن بعض الإعلام الاتحادي يبني مواقفه سلبا أو إيجابا مع إدارات النادي حسب قربه منها وبعده عنها، وقبل ذلك أهدافه الشخصية، بعيدا عن مصالح الكيان الكبير، ونستثني من ذلك النبلاء الغيورين على المهنة والكيان ومحاولة تعديل الأوضاع والمنادة دائما بانتشاله من براثن الأزمات، وقد كشف تعامل النوعية الأولى مع إدارات معينة، كان معها لطيفا ومطيعا، ومطبقا لسياستها، ومطبلا لها، ومروجا وممررا لما تريد، ورافعا شعار الهجوم والذي وصل حد الإساءات ضد إدارات أخرى، خدمت النادي بإخلاص وحرصت على تاريخه وعملت لحاضره وخططت لمستقبله، وهناك إدارات شن -هذا الإعلام المتعصب المنتفع- الحملات ضدها إلى أن رحلت واتهمها بالاختلاس من خزينة النادي، وصورها أمام الجماهير، وكأنها جاءت لتعبث بالنادي التسعيني، بينما إدارات أخرى -يرتمي بأحضانها هذا الإعلام- كبدته الديون وأدخلته أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" من خلال شكاوى مدربين ولاعبين، صمت عنها وهوّن من كوارثها وكأن شيئا لم يكن، بل لايزال يحاول الدفاع عنها وتلميع صورتها. نتذكر حديث صحفي عبر "الرياض" للمشرف العام على الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتحاد عيد الجهني، وكيف أن السماسرة يحاصرون النادي، وقال هذه العبارة بطريقة غير مباشرة عندما أكد أن أحد الإعلاميين عرض على الإدارة أحد المدربين للتعاقد معهم، على الرغم من هذه المهمة ليست من مهمة الإعلام الرياضي المحايد الذي يهمه بالدرجة الأولى النقد البناء، والطرح الجاد وكشف الأخطاء على طاولة إدارات الأندية والاتحادات الرياضية لإصلاحها، وربما ضحك البعض عندما طالب أحدهم -قبل يومين تقريبا- رئيس الاتحاد أنمار الحائلي بالابتعاد عن "الشو" كما يقول والتركيز على العمل فقط، وتناسى صاحبنا أن إحدى الإدارات التي يعتبر -هذا الناقد- أحد المرتمين بحضن من كان يقودها استولت على هذا "الشو" بطريقة مبالغ فيها، وفي نهاية الأمر رحلت غير مأسوف عليها، وتركت النادي الكبير يعاني من الديون ويئن من الشكاوى، ويكابد عناء الضياع ومحاولة ترميم الذات، وصناعة المستقبل بقيادة رجال تحملوا المسؤولية ورفعوا شعار (نحن للاتحاد.. والاتحاد لنا) على الرغم من التركة الثقيلة. نعم يجب أن يعرف الجميع أن نادي الاتحاد ضحية إعلاميين متعصبين "منتفعين" وسماسرة استغلوا ثروات الكيان، وإدارات حاولت تلميع نفسها والإيحاء أنها هي من صنعت الاتحاد وأنه بغيابها لن تقوم له قائمة وقد أوعزت لبعض الإعلاميين بالهجوم على أي إدارة تأتي بعدها، فدفع الاتحاد الثمن وبصمت بالعشرة أنها لم تأت لخدمة "العميد" بكل أسف.