أكد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر أن الشرعية باتت قاب قوسين أو أدنى من نصر محقق سيحافظ على الجمهورية ويستعيد الدولة، لكنه جدد التأكيد على أن المليشيا الانقلابية لا تزال تشكل خطرًا يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وتعهد بن دغر بإرغام المليشيات الانقلابية على العودة إلى مرجعيات الحل الثلاث سلمًا أو حربًا وهي المرجعيات المحلية والدولية المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والقرار الدولي 2216. من جهته، قال نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر إن يوم 21 سبتمبر هو يوم النكبة وهو يومٌ مثّل نقطة سوداء مظلمة في تاريخ الشعب اليمني، حيث أسقط فيه عملاء إيران ومخالبها في اليمن الدولة وانقلبوا على الشرعية، مشيراً إلى أنهم يحاولون القضاء على الجمهورية وطمس معالمها وأهدافها، مؤكدا أن الخلاص والنصر على تلك العصابة الانقلابية بات قريباً. وحذّر وزير الخارجية اليمني ونائب رئيس الوزراء الدكتور عبدالملك المخلافي من المشروع الإيراني لتقويض الدول في المنطقة، مشيرا إلى أن المشروع الإيراني في المنطقة يستبدل الدول بالطوائف والجيوش بالميليشيات، كما حدث في لبنان وسورية. وأكد المخلافي في كلمة له خلال ندوة عقدت امس في جنيف بعنوان "اليمن في مفترق طرق، تحديات الحاضر والمستقبل"، أن اليمن لن يقبل بتطبيق هذا المشروع على أراضيه، وأن الشعب اليمني سيظل يقاوم. وأكد المخلافي أن اليمن يواجه انقلاب غير مسبوق، حيث يكون عادة الانقلاب على السلطة، بينما الإنقلاب في اليمن حدث على الدولة نفسها وعلى الوحدة الوطنية. من جانبه، كشف وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر عن مقتل وجرح أكثر من 40 ألف شخص منذ سيطرة الانقلابيين على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر من العام 2014. وقال إن عدد القتلى منذ بداية الانقلاب بلغ 11746 شخصا، بينهم 1239 طفلا، و695 امرأة، فيما أصيب 28392 بجروح بينهم 3601 طفلا، و3999 امرأة، مشيرا إلى أن هناك اكثر من 850 ضحية للألغام، ونحو نصف مليون لغم زرعته المليشيات الانقلابية في الأحياء السكنية والطرقات، كما قامت المليشيات الانقلابية باختطاف أكثر من 17 ألفا من الناشطين والحقوقيين والإعلاميين والصحفيين والأكاديميين، كاشفاً عن بقاء أكثر من 5 الاف آخرين في معتقلات وسجون الميليشيا ومخفيين قسرا. ووجه عسكر اتهاما للانقلابيين باستخدام الأطفال وقود لحربهم ضد اليمنيين، وتجنيد أكثر من 20 الف طفل لم يبلغوا السن القانوني إلى جانب تجنيد النساء والزج بهم في جبهات القتال، مفيداً أن ميليشيات الانقلاب دمرت أكثر من 31 ألف منشأة عامة وخاصة، منها 4 آلاف و100 من الممتلكات العامة، تشمل مقرات ومدارس ومستشفيات وشبكات خدمات المياه والكهرباء والاتصال والطرق والجسور وغيرها، و27 الف من المنشآت الخاصة بينها منازل ومحلات تجارية ومركبات ومزارع وشركات ومصانع، مشدداً على حاجة اليمن لادراج الحوثي وصالح ضمن الجماعات الإرهابية والضغط لتنفيذ القرار 2216. من جانبها، سرحت ميليشيات الحوثي قرابة ثلاثة آلاف واربعمائة من القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في محافظة الحديدة واستبدلتهم بميليشيات حوثية. ميدانيا، لقي أربعة من عناصر ميليشيا الحوثي مصرعهم أثناء محاولتهم التسلل الى مواقع القوات الحكومية في مديرية الصلو جنوب شرقي محافظة تعز. كما شهدت منطقة الاحكوم بمديرية حيفان جنوبي تعز قصفاً مدفعياً متبادلا بين الطرفين. وشنت مقاتلات التحالف عدة غارات على مواقع الحوثيين في مديرية كتاف بصعدة الحدودية مع السعودية. ولقي القيادي الحوثي وأركان حرب الأمن المركزي بمحافظة حجة شمال غرب اليمن عمار أبو خرفشة مصرعه خلال معارك بين قوات الجيش اليمني والمليشيات الانقلابية. ويعد أبو خرفشة أحد أبرز القيادات الانقلابية ومتورط في تعذيب مختطفين حتى الموت. وتمكنت قوات الجيش اليمني من تحقيق تقدما ميدانيا في جبهة حرض وسط معارك عنيفة أسفرت عن مقتل 170 انقلابيا بينهم قيادات ميدانية.