بدأ أمس التصويت في استفتاء على الاستقلال تنظمه حكومة إقليم كردستان العراق رغم تهديدات جيران الأكراد ومخاوف من أن يؤدي إلى المزيد من زعزعة الاستقرار والعنف في الشرق الأوسط. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها صباحا وأغلقت مساء. وستعلن النتائج النهائية خلال 72 ساعة. وستكون على الأرجح نتيجة الاستفتاء تصويت الأغلبية "بنعم" على الاستقلال. ويهدف الاستفتاء غير الملزم إلى منح تفويض لرئيس الإقليم مسعود البرزاني لإجراء مفاوضات مع بغداد ودول الجوار على انفصال المنطقة المنتجة للنفط. وقالت مفوضية الاستفتاء إن عدد من يحق لهم التصويت هو 5.2 ملايين شخص بينهم المغتربون الذين بدأوا في الإدلاء بأصواتهم إلكترونيا قبل يومين. ويجب على الناخب الرد بنعم أو لا على سؤال واحد في ورقة الاقتراع كتب باللغات الكردية والتركية والعربية والآشورية وهو: هل تريد أن يصبح إقليم كردستان والمناطق الكردستانية خارج الإقليم دولة مستقلة؟. من جهته، طرح نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، امس مبادرة لمعالجة الأزمة الناجمة عن استفتاء إقليم كردستان العراق، تضمنت مناشدة لرئيس الاقليم مسعود البارزاني والقيادة الكردستانية تجميد نتائج الاستفتاء خلال مرحلة انتقالية بناءة يجري فيها حوار وطني مسؤول وبنّاء لمعالجة اوجه الخلاف، بما يضمن ويحافظ على الارث المشترك ويعززه ويكرس كل ما يوطد الاخّوة العربية الكردية، ويؤدي الى تحقيق العراق الاتحادي الديمقراطي الموحد. وقال إن مصير كركوك والمناطق المختلف عليها يخضع لنصوص المادة 140 من الدستور ومعالجة اوجه الإختلاف يجب أن تخضع المشاركة الوطنية ولمصالح كل الشرائح فيها ويطفئ فتيل اثارة الفتنة فيما بينها، لافتا إلى ضرورة ان تتخلى السلطة وبعض اطراف العملية السياسية وبشكل خاص قوى التحالف الوطني والكرد عن الدعوة الى التصعيد واستخدام لغة الانتقام والوعيد والتلويح بالحل العسكري. وأكد ان لا مواجهة مسلحة إلا مع الارهاب وعلى الحكومة والقوات المسلحة ان تلتزم بالوقوف بحزم ضد أي انتهاك لحرمة كل المواطنين، وان ترفض تدخل أي طرف في النزاع، مبيناً أن على التحالفات المشاركة في السلطة البدء بحوارات عملية بناءة على مدار الاسابيع القادمة للشروع باتخاذ كل ما يلزم لتصفية المظاهر التمييزية والاقتصادية والانفراد بالحكم، وصولاً الى تصفية منظومات المحاصصة الطائفية والمذهبية، وتعديل كل القوانين التي تتعارض مع روح الدستور بإقامة دولة القانون والحريات والمواطنة. وحذر الزعيم السياسي الدول الاقليمية من التدخل في الشأن الداخلي العراقي بأي وسيلة تصدع وحدة العراقيين، رافضا انفراد التحالف الوطني بالحوار مع الاشقاء الكرد والتوجه لتشكيل لجنة وطنية عليا تقوم بهذه المهمة وعدم تشتيت طاقة القوات المسلحة، وتركيز جهدها على جبهة المواجهة مع داعش. من جانبها، واصلت تركيا الضغط على إقليم كردستان العراق، بالتزامن مع الاستفتاء. وأكدت الخارجية التركية أمس أنها لن تعترف بنتائج استفتاء أكراد العراق، وأنها تعتبر النتائج باطلة ولاغية، وأن مبادرة إجراء الاستفتاء تفتقر إلى أي أساس قانوني من المنصوص عليها في القوانين الدولية والدستور العراقي. وأعلنت الوزارة أنها وسعت نطاق تحذير السفر بخصوص مدن العراق، ليشمل دهوك وأربيل والسليمانية الخاضعة لسيطرة الإقليم الكردي شمالي البلاد. فيما أعلنت رئاسة الأركان التركية أن مقاتلات حربية تابعة لسلاح الجو دمرت مستودعات أسلحة وذخيرة ومعسكرات لحزب العمال الكردستاني شمال العراق.