"يسعدني في هذا اليوم الطيب، بداية، أن أتقدم من قلب أردني محب، بأسمى معاني التهنئة والتبريك، إلى الشعب السعودي الشقيق وقيادته الحكيمة، رئة الأمة الإسلامية مهبط الوحي ومنطلق الرسالة وقبلة المسلمين المملكة العربية السعودية، ونحن نتشارك الاحتفال بذكرى اليوم الوطني السعودي السابعة والثمانين، المناسبة العزيزة والوقفة العظيمة التي سطرها رجال خالدون لبناء مستقبل الأجيال القادمة، وبما تحمله هذه الذكرى من قيم ومفاهيم وتضحيات وجهود مضيئة. وإني إذ أشيد بمدى الحفاوة وكرم الضيافة الذي لقيته فور وصولي إلى السعودية لتولي مهامي سفيراً لجلالة الملك المعظم حفظه الله، فإنه لمن الملفت رؤية مدى التقدم والتطور البشري والمادي والازدهار الذي تعيشه المملكة، والدور الكبير الذي تقوم به في خدمة قضايا الأمة الإسلامية والعربية. يحمل شعب المملكة الأردنية الهاشمية كل التقدير والمحبة والإخاء لشقيقه السعودي، بقيادة حكيمة غراء من لدن مولاي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله، الذي يحرص وأخاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أطال الله عمره، على جعل علاقة البلدين الشقيقين، علاقة استراتيجية، تشاركية، نموذجية، بل وتوافقية ومحورية متوازنة، سفناً آمنة في محيط مضطرب. وليس يخفى عليكم أن المملكتين ترتبطان بروابط وثيقة ذات سياقات تاريخية عروبية قوامها صلات القربى والدم بين الأهل في المملكتين الماجدتين، وهذه الروابط لها خصوصية تنهل من نبعين عريقين عربياً واسلامياً، تبدأ بصلة التراحم الأخوية بين القيادتين التي أرسى مداميكها الطيبة تاريخياً ملوك بني هاشم مع ملوك آل سعود بعامة، وحاضراً صاحبا الجلالة أبو حسين وأبو فهد حفظهما الله، ويستمر زخمها عبر اشتراك البلدين الشقيقين في مواجهة التحديات المشتركة التي تعصف حولهما وخصوصاً الإرهاب. من هنا نشيد بمدى التطور في مجال الاستثمار والتبادل التجاري والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والتي تمخضت عن إنشاء مجلس التنسيق المشترك بين البلدين، وليس ببعيد عن ذاكرتنا حينما ازدانت العاصمة الحبيبة عمان بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، الذي حل ضيفاً على شقيقه مولاي الملك عبد الله الثاني في نهاية شهر مارس الماضي، والتي تكللت بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون، أكملت ما تم البدء به منذ أكثر من ثمانية عقود من عمر العلاقة الرسمية القائمة على الاعتراف والاحترام المتبادل وحسن الجوار بل والتمازج والانسجام. لقد تعلمنا نحن غيارى أردن الهواشم العظيم أن نكون في السراء والضراء مع الأشقاء السعوديين، تماماً مثلما هم يفعلون، من حيث أن الأخ يتداعى لمساندة أخيه في العائلة الواحدة، لا بل ان هذه الروابط بين البلدين باتت اليوم أقرب الى التوأمة، والاخوة بين القائدين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، من حيث هما يقفان معاً يداً بيد يبنيان من عمان والرياض مجد الأمتين العربية والإسلامية. وإني إذ أجدد التأكيد على أن الشعب الأردني يكن لشقيقه السعودي الحب والتقدير، ويتبادل صاحبا الجلالة الود والتنسيق والتشاور لما فيه خير ومصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. فالله أسأل أن يكلأ بلدينا بحفظه الذي لا يرام. ولا يسعني مجدداً إلا أن أرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، أطال الله عمره، أسمى آيات التبريك، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، حفظه الله وللشعب السعودي بوافر التهنئة بهذه المناسبة، التي تأتي بالتزامن مع الاحتفاء بالعام الهجري الجديد. فكل عام وأنتم بخير ووفق الله خطاكم وسدد طريقكم ونصركم، حسبي أن ادعوه سبحانه أن يحفظ المملكتين الحبيبتين الاردنية والسعودية تحت ظل الرايتين الخفاقتين لجلالة ابي الحسين وجلالة أبي فهد المعظمين .. آمين". *سفير المملكة الأردنية الهاشمية