كل أيامنا وطن، وكل ليالينا وطن، خرجنا من أفراح عيد الأضحى المبارك، ونجاح موسم الحج، وما زال عطر العيد والنجاح عالقاً وعابقاً في الثياب، وما زالت عبارات التهاني ساخنة لم تبرد، وهنا وفي يومنا هذا نجدد رفع التهنئة مُكَلّلَة بالولاء والدعاء لقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وإلى الحكومة الرشيدة، والشعب السعودي بهذه المناسبة الوطنية المجيدة. في هذا اليوم ولدت المملكة العربية السعودية في إطار ملحمة من البطولات قادها المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- على مدى اثنين وثلاثين عاماً، فجمع الشتات ووحد الأجزاء في دولة لها هيبتها وصوتها ومكانتها بين دول العالم. كان الملك عبدالعزيز يملك بين يديه رؤية مستنيرة واضحة نحو المستقبل، فعمل على إنشاء الدولة وتكوين هويتها وإبراز ملامحها لدى العالم الخارجي، ثم اتجه إلى داخل المملكة بمشروعات حضارية عظيمة، لذا يجب أن لا ينظر لليوم الوطني من منظور تاريخي فحسب، بل ينظر إليه في إطار تجربة ناجحة تستحق النظر والاستفادة واكتساب المهارات منها، فاليوم الوطني السعودي يسير في إطار ملحمة نجاح حقيقية لدولة رغب ملوكها وشعبها الوحدة والتوحيد، وعملوا قدر طاقتهم وإمكاناتهم فأرسوا دعائم دولة حديثة متطورة قوية تحظى بحضور عالمي مؤثر. إن تلك الروح التي يحتفل بها المواطن السعودي في يوم وطنه تعتمد على سعيه للتعبير عن حبه وولائه لمليكه وأرضه، ولذلك فهو يوم للاحتفال بالقيم التي قامت الدولة عليها وتوحدت على أساسها. يوم الوطن يوم يرفع فيه كل مواطن رأسه شموخاً وفخراً بما تحقق على أرض العطاء. يوم الوطن يوم يفخر فيه الشعب بولاة حكموا فعدلوا، أقاموا دولة التوحيد في نفوسهم فقامت في أرضهم، ولاة حملوا على أكتافهم هموم المواطن فجعلوا أمنه ورفاهيته شغلهم الشاغل. * رئيس بلدية محافظة عيون الجواء