شدد أمين عام الأممالمتحدة أنطونيو غوتيريش على أن أمام زعيمة ميانمار أون سان سو تشي فرصة أخيرة لإنهاء أزمة اللاجئين بغرب البلاد. ووفقا لبيانات الأممالمتحدة فإن أكثر من 400 ألف من مسلمي الروهينغا قد فروا من ولاية راخين بغرب البلاد إلى بنغلاديش منذ اندلاع موجة جديدة من أعمال العنف نهاية أغسطس الماضي. وقال الأمين العام، لهيئة الإذاعة البريطانية: "أتوقع أن تكون زعيمة البلاد قادرة على احتواء الأزمة، وأن تكون قادرة على قلب الوضع". وأضاف: "لديها فرصة أخيرة، في رأيي للقيام بذلك". وأقر بأن للجيش البورمي، الذي لا يزال يتمتع بسلطة كبيرة في شؤون السياسة بميانمار بعد عقود من الحكم العسكري، دوره الذي يتعين عليه القيام به، وقال إن المأساة ستكون مروعة بكل تأكيد إذا لم تتبدل الأوضاع. ومن المقرر أن تكون أزمة الروهينغا من أبرز القضايا التي يتم التباحث بشأنها خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. يذكر أن سو تشي ألغت مشاركتها في الاجتماعات، وستدلي في المقابل بخطاب متلفز في ميانمار بعد غد الثلاثاء للحديث بشأن الأزمة. من جهتها، قالت وكالة إغاثة إن لاجئين من الروهينغا قد يلقوا حتفهم بسبب عدم كفاية الكميات المتاحة من الغذاء والماء والمأوى للأعداد الكبيرة منهم التي هربت إلى بنغلادش من العنف في ميانمار. وقال مارك بيرس مدير وكالة إنقذوا الأطفال للإغاثة ببنغلادش في بيان: "يصل العديد من الناس جوعى ومرهقين بلا غذاء ولا ماء، أنا قلق لأن الطلب بالأخص على الغذاء والماء والمأوى والمتطلبات الصحية الأساسية لا يلبى بسبب الأعداد الكبيرة من المعوزين". وأضاف: "إن لم تتوافر للأسر احتياجاتها الأساسية فسيسوء الوضع الذي يعانون منه وقد يلقى البعض حتفهم". وقال بيرس: "ينبغي رفع درجة الاستجابة الإنسانية للوضع". مضيفا أنه "لن يتحقق ذلك إلا إذا قام المجتمع الدولي بزيادة التمويل". وقال حراس الحدود في بنغلادش أمس: "تدفق اللاجئين الروهينغا قد خف خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بسبب الطقس السئ على ما يبدو الذي ثبط عزيمة الناس عن ركوب القوارب. وقد حولت الأمطار الغزيرة الطرق إلى طين فيما بنى العديد من الروهينغا أكواخ من جذوع البامبو والأغطية البلاستيكية على جوانبها. وقال كريس لوم من المنظمة الدولية للهجرة: "يعيش الناس في هذه الأوضاع الطينية السيئة، ويجب أن تأخذهم إلى مكان ما يمكن أن تصل إليه المساعدات، فلا يمكن إيصال المياه النظيفة والصرف الصحي إلا في بيئة منظمة". ولا توجد إشارة تدل على توقف العنف في ميانمار فيما يتصاعد الدخان من قرى محترقة على ما يبدو، مما يعني أن المزيد من اللاجئين سيعبرون على الأرجح إلى بنغلادش.