يوم بعد آخر يثبت بعض الإعلام الرياضي أن الميول لها دور كبير في التحكم بقناعته ومواقفه نحو الكثير من الأحداث والقرارات إما بتناولها أو غض الطرف عنها وكأن شيئا لم يكن، إن كانت لصالح ناديه المفضل باركها ودافع عنها، وإن كانت ضده انتقدها بشدة وحارب المسؤول وهاجم اللجان، ونال من نزاهة الأعضاء، لم لا يكن إعلام قوي متحد يقف خلف لون رياضة الوطن من دون الألوان الأخرى ويصدح بقول الحق، الثناء على من يستحق، وينتقد من يخطئ بعد الحكم على العمل من مختلف الزوايا، أما التناقضات تعني أن بعض الإعلاميين مجرد قلم موجه، ويكتب وفق ما يُطلب منه لا حسب رغبته ورأيه، أو لأن لون ناديه ومصالحه حجبته عن قول الحقيقة، ونتخذ من التغييرات الجديدة في هيئة الرياضة واتحاد الكرة مثالا، مع يقيننا أن جميع المسؤولين يدركون هذا الشيء وأن من يمتدح اليوم سيرفع شعار الهجوم غداً، والمسؤول القوي الذكي هو من يتعامل مع هذا الإعلام الذي يتحكم به التعصب، بخيارين، الأول تقريبه حتى يتقي شره، والثاني"إظهار العين الحمراء ضده" وفق النظام ومحاربة التجاوزات وملاحقة كل مسيء، ووقتها سيكون الإعلامي المتعصب مثاليا، ويدعو إلى الوحدة الرياضية والتكاتف ودعم الاتحادات والأندية والرياضيين جميعا، ولاشك أن هذا أشبه بالفرز لدى المسؤول الذي عليه أن يعرف حجم وحقيقة هذه العينات، لأن جانبها لا يؤتمن، وما تعرض له رئيس الاتحاد عادل عزت قبل فترة من هجوم غير عادي وتشكيك في أمانته، والانقلاب لصالحه الآن يكفي لأن يضعنا أمام الحقيقة المرة حتى وإن بقي السؤال (ما الذي حدث؟.. وما الذي تغير؟) بلا إجابة، لذلك على المسؤول -أي مسؤول- الحذر من هذه النماذج التي كانت في السابق تذكي نار التعصب الرياضي وترمي التهم جزافا، وتصدح وتردح في البرامج، عكس مواقفها الآن عندما تحولوا إلى واعظين وحريصين على مصالح الرياضة السعودية، ومطالبين بتقارب أنديتها وجماهيرها وإعلامها ومختلف فئات المجتمع الرياضي، ونسأل الله أن يستمر ذلك. نحن نبارك مثل هذه التحولات، ولكن نخشى أنها مؤقتة وسرعان ما يتحول الواعظ إلى محرض، والمادح إلى مسيء، والأقلام التي تنصحنا بالاتحاد خلف رياضتنا إلى براكين من التعصب بأثر رجعي. العقلاء يرحبون بأي خطوة تدعو إلى ترابط وتماسك الوسط الرياضي وتقرب مسافات التصالح بين المختلفين، ولكن احتفظ بهذا المقال لديك عزيزي القارئ، وتذكر أن ما جاء فيه ما هو إلا تشخيص لحالة يعاني منها بعض الإعلام الرياضي، ووقتها ستردد "الإعلام المتعصب.. والحقيقة المرة" التي تنكشف مع كل موقف وحدث.