أعلن اتحاد كرة القدم السعودي، توقيعه الرسمي مع الأرجنتيني إدغاردو باوزا، لقيادة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في مونديال روسيا 2018 الصيف المقبل، ولا يعتبر باوزا وجهاً غريباً عن الرياضة السعودية، إذ سبقت له تجربة مع النصر موسم 2009، لكنها لم تستمر طويلاً، من خانة قلب الدفاع انطلقت مسيرته كلاعب كرة قدم عام 1977م مع روزاريو سنترال الأرجنتيني، واستمر مدافعاً عن ألوان القميص الأحمر حتى عام 1982، لينتقل بعدها في رحلة احترافية نحو كولومبيا مع جونيو دي بار بارانكويلا لعامين ونصف، قرر حينها المدافع ذو الطول الفارع العودة إلى وطنه الأرجنتيني، ودافع عن قميص إندبيندينتي في موسمٍ وحيد لم يكن فيه لاعباً أساسياً مع الفريق، في الموسم الذي تلاه قاده الحنين إلى حيث بدأ مع روزاريو سنترال، وظل مدافعاً عن قميصه ثلاثة أعوام استعاد خلالها مكانته الأساسية مع الفريق، وفي موسم 1990 احترف لعبة كرة القدم خارج الأرجنتين، ووجهته الجديدة أمريكا الشمالية وتحديداً في المكسيك حيث تيبورونيس روخوس، موسم وحيد في المكسيك عاد بعدها إلى ناديه الأم مرةً ثالثة، لكن عودته الأخيرة لم تستمر طويلاً حتى قرر إعلان اعتزاله كرة القدم نهائياً، حقق مع روزاريو سنترال لقب الدوري الأرجنتيني، وعلى الرغم من وجوده في خانة الدفاع إلا أنه كان أحد الهدافين البارزين في تاريخ الكرة الأرجنتينية، فقد اهتزت شباك الخصوم بسبب أهدافه 109 مرات، وعلى الرغم من ذلك لم تكن مسيرته مع منتخب الأرجنتين حافلة بالكثير من المشاركات، واقتصر ارتداؤه قميص منتخب راقصي التانغو في ثلاث مناسبات فقط. رحلة عالم التدريب في عام 1998، قرر باوزا العودة من جديد إلى أجواء كرة القدم عن طريق التدريب، وجاءت بدايته من المكان الذي ابتدأ من خلاله اللعب، فانطلق موسم 98 في الأرجنتين من خلال منصب المدير الفني لفريق روزاريو سنترال، وظل يدير الفريق فنياً حتى نهاية موسم 2001، وانتقل بين عامي 2002 و 2003 بين فريقا فليز سارسيفيلد وكولون الأرجنتينيين، وبين عامي 2003 و2004 انقطع باوزا فترة قصيرة عن التدريب، لكنه مازال حاضراً في الوسط الرياضي من خلال توليه مهام التحليل في إحدى الفضائيات الأرجنتينية، عام 2004 قرر باوزا العودة من جديد إلى كرة القدم وعالم التدريب، وكانت محطة العودة الجديدة من البيرو حيث نادي سبورتينغ كريستال، وبعد ستة أشهر نجح معه من تحقيق لقب الدوري المحلي، وهي البطولة الأولى في تاريخه التدريبي، في منتصف موسم 2005 تراجعت نتائج ناديه محلياً مما قاده لتقديم استقالته والمغادرة، أشرف بعد ذلك على فريق كولون حتى انقضى الموسم، ومع مطلع موسم 2006 تولى تدريب ليجا دي كيتو الإكوادوري، وهي واحدة من أفضل مراحل باوزا التدريبية، وحقق مع النادي الإكوادوري لقب الدوري المحلي، ومن ثم نجح من تحقيق لقب "الليبرتادوريس"، وشارك في مونديال كاس العالم للأندية وقاد فريقه إلى المباراة النهائية، لكنه خسر النهائي أمام مانشستر يونايتد 1-صفر، بعد ختام البطولة قرر باوزا الاستقالة والرحيل من النادي، وكانت وجهته الجديدة في السعودية، وتحديداً مع النصر حين جاء لقيادته في منتصف موسم 2009، ومع ختام الموسم انتهت علاقته بكرة القدم السعودية. بداية عام 2010 عاد مجدداً إلى الإكوادور حيث ليجا دي كيتو مرةً أخرى، وحقق من جديد لقب الدوري المحلي وبطولة الريكوبا سودامريكانا، توقفت مسيرته التدريبية موسمين، ثم عاد في 2014 إلى تدريب سان لورينزو ونجح في قيادته لتحقيق لقب "الليبرتادوريس" لأول مرة بتاريخ النادي الأرجنتيني، عام 2015 خاض تجربة جديدة في البرازيل مع ساوباولو، انتهت حين أعلن اتحاد كرة القدم الأرجنتيني تعينه مدرباً لمنتخب بلاده في أغسطس عام 2016. لم تكن مسيرته في قيادة منتخب الأرجنتين حافلة بالنجاح، إذ قاد "التانغو" في ثماني مباريات حقق الانتصار في ثلاث وخسر مثلها، وتعادل مرتين، ليقرر اتحاد القدم الأرجنتيني وبناءً على مطالبات جماهيرية إقالته من منصبه، لم ينجح باوزا مع الأرجنتين إلا حين أقنع قائد المنتخب ونجمه الشهير ليونيل ميسي بالتراجع عن الاعتزال الدولي وإعادته من جديد إلى صفوف المنتخب. ووصل باوزا الإمارات بديلاً لمهدي بن علي وقاده في ختام التصفيات الأخيرة، قبل أن يعلن اتحاد القدم السعودي تعينه مديراً فنياً للأخضر السعودي في مونديال روسيا الصيف المقبل، وتطمح السعودية تحت قيادة باوزا الذي احتل المرتبة الثالثة ضمن أفضل المدربين على مستوى العالم صيف 2009 بمشاركة مشرفة وحضور متميز في مونديال موسكو 2018.