منذ أن قررت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعة قطر، تجدد اللقاء بين الكرة الإماراتية والسعودية في مناسبات ثلاث، اثنتان منها لقاء الهلال والعين ضمن دوري أبطال آسيا، والثالثة كانت مواجهة "الأخضر" لشقيقه الإماراتي ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، جميع هذه المباريات تنقلها بشكل حصري قنوات "بي ان سبورت" القطرية، وجاءت البداية مع مواجهة العين والهلال في إستاد هزاع بن زايد، حين ظهر مراسل القناة القطرية مدعيّاً وجود مضايقات داخل أرضية الملعب، وعدم استجابة اللاعبين من الفريقين للظهور عبر القناة، وفي مواجهة السعودية والإمارات تكررت الشكوى ذاتها، وظلت نبرة الادعاء الكاذبة من إعلام قطر مستمرة ضد المنتخبين السعودي والإماراتي، وجاء الحديث عن مضايقات تعرضت لها بعثة القناة القطرية أثناء تغطية المباراة، وفي مواجهة الإياب بين الهلال والعين ظهر مراسل القناة القطرية مدعيّاً أنهم تعرضوا لحالة سرقة "اللوقو" الخاص بمايكرفون القناة، وأن الحادثة تمت على يد أحد العاملين في ملعب الملك فهد الدولي بالرياض، ولكن كما جرت العادة لم يستطيعوا إرفاق أي دليل يؤكد صحة هذه الإدعاءات التي لا يستغرب صدورها من قناة تعتبر ذراعاً لقناة سياسية نشأت وقامت على الأكاذيب وتضخيم الأحداث وبث الشائعات. منذ أن بدأت الأزمة الخليجية، وقنوات "بي ان سبورت" الرياضية تنتهج نهجاً سياسياً، فكانت البداية حينما بادروا إلى بث مقابلة تلفزيونية مع لاعب الوسط الأسباني تشافي هيرنانديز لاعب السد الحالي ونجم برشلونة السابق، والذي تحدث عن الوضع السياسي في المنطقة وغيّر تسمية المقاطعة إلى حصار – مثلما يتعمد الإعلام القطري بثه في وسائل إعلامه -، فهل جاءت قطر بتشافي لاعب كرة قدم أم محللاً سياسياً لأحداث المنطقة؟ ولماذا منحت قناة رياضية هذه المساحة للحديث عن جانب سياسي بحت؟ كل هذه الأسئلة لن تجد لها جواباً صريحاً من قناة اعتمدت منهجها التأليف والكذب وتغير مسميات الأمور، وواصلت القناة القطرية نشاطها السياسية تحت غطاء الرياضة، ففي الإستديو التحليلي لمباراة العراقوالإمارات، خصص المقدم الأسئلة الموجهة لضيوفه حول رفض منتخب الإمارات إجراء اللقاءات الصحافية مع لاعبيه وتجاهل الحديث عن النواحي الفنية للمباراة. في مباراة السعودية واليابان الأخيرة في جدة، رحبت السعودية بطاقم القناة القطرية وسمحت لهم الدخول إلى جدة لتغطية الحدث، فكانت النتيجة بمحاولات متكررة من المراسل لمخالفة التعليمات الخاصة بالملعب، حتى قررت إدارة ملعب الجوهرة إبعاده من أرضية الملعب، ليلجأ إلى تصعيد الأمر عبر قنواته القطرية ومحاولة تسير الموقف إلى أنه طرد من أرضية الملعب من دون سبب، وتحول كما جرت العادة استديو الملعب إلى تحليل سياسي، وافتتح الملعب رؤوف خليف مباراة الأخضر واليابان بمقدمة سياسية بحته، وأن ما حدث لم يكن مقبولاً وأن السياسة لا علاقة لها بالرياضة، وجميع من استؤجر لتضخيم هذا الموقف، التزم الصمت بعد أن أصدر الاتحاد السعودي بياناً رسمياً كشف فيه عن محاولات المراسل المتكررة لمخالفة النظام وعدم التزامه بتعليمات إدارة الملعب مما أجبرهم على إبعاده، وحتى القناة لم تمتلك القدرة على الرد على هذا البيان وتبرئة ساحة مراسلهم مما ذكره بيان إتحاد الكرة السعودي، من التجاوزات التي أقدمت عليها القناة حين أظهرت في إحدى مباريات التصفيات الإفريقية مجموعة من الجماهير المستأجرة لرفع لافتات تظهر دعمها لقطر، فنقل مخرج المباراة الصورة عليها، وأوكل لمعلق المباراة الحديث عن هذه اللقطة وتجاهل مجريات المباراة داخل أرضية الملعب. أمام هذه السلسلة المترابطة من التجاوزات التي صدرت عن القناة القطرية، آن الأوان أن يتعاضد الاتحادان السعودي والإماراتي لرفع شكوى رسمية للاتحاد الآسيوي، مرفقين معها نماذج واضحة من إدخال السياسة بقناة رياضية، وتلفيقهم أكاذيب على الاتحادين السعودي والإماراتي مع عدم قدرتهم على إيجاد دليل واحد يسند صحة إدعاءاتهم الباطلة، فالدور الذي تمارسه اليوم قنوات "بي ان سبورت" الرياضية يكشف عن حقيقة تأسيسها ودعمها من حكومة قطر، فهذه القناة اليوم أصبحت تلعب دوراً بارزاً في تسيس الرياضة، وهذا الأمر مخالفٌ لقوانين وأنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، ولا يجب أن يطول صمت الاتحاد السعودي عن هذه التجاوزات والتي ربما لا تحتاج حتى لشكوى رسمية حتى يتم البث بشأنه، فالمنتظر من اتحاد الكرة الآسيوي أن يتدخل لإيقاف هذه التجاوزات عند حدها، وإلزام القناة بالجانب الرياضي أو البدء بعملية تجريدها من حقوق بث البطولات التي تُلعب تحت مظلة الاتحاد الآسيوي.