أصدرت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع قرار إيقاف استيراد وبيع أجهزة الاستقبال الخاصة بقنوات «بي ان سبورت القطرية» ويشمل إيقاف بيع وتجديد اشتراكاتها بسبب عدم حصول القنوات على الترخيص الإعلامي الخاص بذلك، كما قامت وزارة الإعلام بحجب الموقع الإلكتروني الخاص بالقناة، التي تعتبر أحد فروع قنوات الجزيرة القطرية، وكانت تُبّث طيلة الأعوام الماضية بمسماها القديم الجزيرة الرياضية إلا أن تعرضها للمنع والدخول في عدد من الدول العربية نتيجة لما تبثه القناة الأم ضد سياسات وحكومات هذه الدول وإساءاتها المتكررة لحكوماتها جاء سبباً رئيساً في تغير مسمّى القناة، ففي 2010م مُنع طاقم القناة من الدخول إلى استاد القاهرة الدولي لتغطية مباراة الإسماعيلي المصري ونظيره الأهلي المصري في بطولة دوري أبطال أفريقيا والذي تعود ملكية حقوقه للقناة وبرر أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري أن المسؤول عن إعطاء إذن بالبث لأي مباراة تقام في مصر هي مصر ذاتها وليست الجزيرة، وفي العام ذاته لم يجد موفد القناة المغادر إلى مدينة تيزي وزو الجزائرية ترحيباً فقد منع من التنقل في ملعب «الأول من نوفمبر 1954» لتغطية مواجهة شبيبة القبائل الجزائرية وضيفه هارتلاند النيجيري في دور الثمانية لتكتفي القناة ببث المباراة من دون أي تغطيات أخرى. وفي عام 2014 قرر القطريون تغيير مسمى القناة إلى «بي ان سبورت» بدلاً من «الجزيرة الرياضية» وبرر حينئذ مدير القناة ناصر الخليفي هذا القرار بأنه بسبب ما تتعرض له القناة الرياضية من ردة فعل تجاه ما تبثه القناة السياسية وقال: «جاء الوقت للتخصص في مجال الرياضة فقط، من دون أن نخلط بينها وبين السياسة ولا سيما أن الاسم الجديد سيكون وسيلة للتحرك بشكل أفضل لنقل الأحداث والفعاليات الرياضية من دون أي خلط بين ما نقوم به في القناة الرياضية وبين السياسة خصوصاً وأن قناة الجزيرة بدأت في الأصل كقناة سياسية وإخبارية، وعلى سبيل المثال إذا دخلت القناة الإخبارية في مشكلة يوماً ما فلا يتأثر مراسل الشبكة الرياضية بآثارها لذلك كان الفصل ضرورياً». كان هذا التغيير هو اعتراف صريح على العبث الذي تلعبه القناة الأم في منطقة الشرق الأوسط ومحاولتها ضرب علاقة الشعوب بحكامهم مما كان له الأثر الكبير على تحركات القناة الرياضية وتقليص تغطيتها لمباريات كرة القدم. وعلى الرغم من كل ذلك التغيير إلا أن سياسة القناة ظلت مستمرة كما هي سياسة القناة الأم من خلال دعم الإرهاب بصور متعددة، فأتاحت القناة لمؤسسة «قطر الخيرية» والتي صنفت كثالث الكيانات الإرهابية في البيان المشترك الأخير مساحات لنشر إعلاناتها على شاشة قنواتها قبل وبعد مباريات كرة القدم وما بين البرامج الرياضية، كما تضم القناة محمد أبو تريكة لاعب كرة القدم المصري السابق للعمل في التحليل لمباريات كرة القدم، وقد صنّف في مطلع عام 2017 بأحد الداعمين للإرهاب في مصر وفق ما أصدرته محكمة الجنايات المصرية وشمل القرار تجميد أمواله ومنعه من السفر وترقب وصوله وسحب جواز السفر ومنع تجديده واستند القرار إلى كون أبو تريكة أحد المنتمين إلى جماعة «الإخوان المسلمين الإرهابية»، وسبق أن أصدرت السلطات المصرية قرار تحفظ على أموال اللاعب عام 2016 المساهم بها في إحدى شركات السياحة بالتهمة ذاتها وهو دعم الجماعة الإرهابية المنتمي لها اللاعب. عدم قبول من الجميع لا تحظى قناة «بي ان سبورت القطرية» بقبول في الوطن العربي بشكل عام، ويعترض الكثيرون على سياسة منحها حقوق الاحتكار بشكل حصري من دون منح الفرصة لقنوات أخرى، فقد سبق لفوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم التصريح بأن رئيس الاتحاد الأفريقي الجديد أحمد أحمد سيعيد النظر بشأن احتكار المجموعة القطرية لمنافسات البطولات الأفريقية سواءً للمنتخبات أو حتى الأندية وقال في تصريحات تلفزيونية: «من الطبيعي أن كرة القدم الإفريقية أو العالمية تحتاج لعائدات البث التلفزيوني من أجل التطور ولكن ليس على حساب شعبية اللعبة في القارة الإفريقية فعندما تواجدت في الغابون من خلال منافسات كأس الأمم الإفريقية شاهدت مباريات البطولة على بعض القنوات الأجنبية التي تتطلب اشتراك، فلا يمكن أن تمتلك قناة وحيدة الحقوق ل 12 عاماً متواصلة فلا بد أن تمتلك الشاشات المحلية حقوق إذاعة مباريات الأندية والمنتخبات التابعة لها في البطولات الإفريقية». غضب ضد القنوات القطرية اختارت جماهير الأفريقي التونسي التعبير عن امتعاضها وغضبها تجاه قنوات «بي ان سبورت» ورفع أسعار الاشتراك المبالغ بها من خلال لافتة كبيرة رفعها المدرج التونسي إبان لقاء ناديه الودي أمام باريس سان جيرمان والذي تعود ملكيته لمجموعة قطر للاستثمارات ويرأسه القطري ناصر الخليفي رئيس مجموعة قنوات «بي ان سبورت» إذ رفع المدرج التونسي لافتة كتب عليها: «كرة القدم للفقراء لماذا سرقها الأغنياء»، وواجهت هذه القنوات موجة غضب عارمة قبل بطولة «يورو 2016» بفرنسا حين استحدثت باقة مستقلة للبطولة تتطلب مبلغاً مستقلاً عن الاشتراك السنوي لمشاهدة مباريات البطولة مما أحدث ردة فعل واسعة لدى المتابع العربي وهددت بعض الدول بمنع القناة من البث داخل حدودها كمصر. ويتعارض احتكار البطولات على قناة واحدة مع سياسة الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» الذي يسعى الى نشر لعبة كرة القدم بين دول العالم وفسح المجال أمام العديد من القنوات الفضائية لنقلها من دون تخصيص النقل لقناة واحدة مثلما يحدث في الوطن العربي إذ تسيطر عليه المجموعة القطرية مما ساهم بحرمان الكثير من العرب من رؤية منتخبات بلادهم في المحافل العالمية والبطولات الدولية ولم يقتصر الأمر على حرمانهم من ذلك بل استفادت القناة القطرية من أموال الشعوب العربية بتمويل كيانات إرهابية وأشخاص مصنفين في دائرة الإرهاب.