لم يكن مفاجئاً للبعض ما صدر من إعلان لبيان النصرة من داعش للنظام القطري ووقوفه صفاً بصفّ مع قطر وتضامنه معها حتى قبل مشاهدة الوثائقي الذي بثّته قناة CNN الإخبارية الأميركية ويؤكد تورط «النظام القطري الإرهابي» في تمويل ودعم «داعش» والجماعات والتنظيمات الإرهابية واحتضانهم داخل «قطر». مع بدء الثورات العربية أشرتُ إلى التحالفات التي تشكّلت بين تنظيم الإخوان المسلمين وبين تنظيمات وجماعات إرهابية ومن يقف وراءها ويموّلها لتحقيق أجندته السياسية التآمرية في إشارة للنظام القطري وبين بعض من كانوا يُتّخذون كغطاء ترويجي وتسويقي لصورة الربيع العربي المزعوم والملطخ بالدماء، وتشتيت شعوب وإضاعة أوطانها سواءً من دعاة سياسة وفقاعات تويتر وبقيّة المواقع التواصل الاجتماعي ممن يُسمون أنفسهم بمشاهير الملتيميديا، أو ممن ينسبون أنفسهم إلى خطاب الحقوق والإصلاح من الناشطين والناشطات، ومن بعد ذلك التشخيص رأيتُ أن تحليلي قد تشعّب وأصبحت التحالفات تشقّ طرقاً متعددة. من الطريف جداً أن يُذكّرنا دفاع ونصرة داعش للنظام القطري اليوم بدفاع تنظيم القاعدة عن أولئك الذين كانوا من أدوات إشعال الربيع العربي ومحاولة جرَّه إلينا! لم ننسَ حينما دافعت القاعدة عن أسماء متعددة من شتى الانتماءات في فورة ثورات الربيع العربي التي كان يموّلها النظام القطري وإحدى وسائل وأدوات التغيير في مخطط الشرق الأوسط الجديد! لم ننسَ إعلان القاعدة مقايضة الدبلوماسي الخالدي في اليمن بأسماء مسجونة بتهمٍ تتعلق بالأمن ما كان يعني أن التنظيم يريد أن يتغلغل من جديد في السعودية التي خرج منها مهزوماً غير قادرٍ على أي عمليةٍ إرهابيةٍ منذ سنواتٍ عديدة! نفس المشهد والموقف يتكرر اليوم بدفاع ونصرة داعش لحاضنته قطر، وفضلاً عمّا يحمله تحليل صيغة بيان النصرة من مؤشرات خطيرة فإن دفاع القاعدة عن الذين يسمون أنفسهم بالإصلاحيين أو الحقوقيين بالأمس يتوافق ويتقاطع مع دفاع داعش اليوم عن النظام القطري. وسيلتان رئيسيتان للنظام القطري كانتا هما الأدوات أو المحرك للفوضى غير الخلاقة، وإثارة شعوب ثورات الربيع العربي هما الإعلام أو القوة الناعمة والمال أو التمويل لتحقيق مخططها التآمري وأجندتها السياسية الحالمة في مدّ نفوذ النظام القطري وسيطرته على كل المنطقة. والمتابع للإعلام القطري متمثلاً بتاريخ قناة الجزيرة منذ تأسيسها، وكيف كانت بوقاً للتحركات والتنظيمات الإرهابية ويكفي ببثها لمقابلات القيادات الإرهابية والتبرير لإرهابها وعملياتها، يدرك أن هذه القناة الجزيرة لم تُنشأْ من فراغ وأنّها تحمل من الأجندة السياسية الإرهابية والمخابراتية التي تستهدف أمن المنطقة واستقرارها. وللحديث بقية..