النصف الأول من هذا الشهر المبارك كان أخضر اللون بجدارة نجاحات سعودية متتالية, في الحد الجنوبي جنودنا البواسل يقفون سدا منيعا لحماية حدودنا بحرب بعضها صريح وبعضها بالوكالة لدولة طامعة بالتمدد وفشلت عندما حاولت ملامسة حدود بلادنا..., مواقف تؤكد للعالم عموما وللمخربين خصوصا أن الرياض تختلف عن غيرها، الرياض تحت حماية الله ثم رجالات لا تعتدي ولكن لا تخاف الدفاع عن وطنها بكل الطرق وفي غير مكان..., وكان لرجال الأمن نجاحاتهم القوية والنوعية في مواجهة الإرهابيين في سراديب العوامية عبر عمل منظم تجاوز النمطية إلى حيث تكون المواجهة مع جذور الإرهاب وليس أطرافه المنتحرة. وكما هو معتاد على مر سنوات وسنوات نجح أبناء السعودية بتنظيم الحج ليكون موسما متميزا وناجحا بشهادة الخصوم قبل الأصدقاء, نجاح بكل المقاييس وفي كل مراحل الحج ولله الحمد استطاع شباب وفتيات المملكة العربية السعودية الصالحون المنتمون لوطن اعتاد النجاح والتميز تأكيد أن الإنسان السعودي متشرب قناعة وتأهيلا لخدمة الحجاج, وازدان الموسم بحضور أشقائنا القطريين للحج عبر المنفذ البري بين السعودية وقطر..., والتي جاءت بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين بعد قبوله وساطة الشيخ عبدالله آل ثاني للتعامل مع القطريين وفق آلية لا تلزمهم بالتسجيل الإلكتروني والمعمول به لكافة الحجاج من مختلف الجنسيات بما فيهم السعوديون تقديرا للأشقاء في قطر وقناعة من خادم الحرمين الشريفين أن الموقف السعودي سياسي بحت ومع النظام وليس مع الشعب القطري الشقيق الذي يرتبط بنا ونرتبط به بالحب والقرابة والأهداف. وجاءت أمسية الثلاثاء وفاز فيها المنتخب السعودي ليكون أول فريق عربي يتأهل لكأس العالم المقامة في موسكو....., وكان حضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مهماً ببعده المعنوي لتأكيد أن مستقبل الوطن بشبابه مليء بالنجاحات والثقة بقدرات أبناء الوطن في أصعب المواقف. نجاحات متوالية ومتنوعة في غير مجال وفي غير مكان, وبتنوع بشري يؤكد أن أبناء هذا الوطن يدركون أن الوطنية عطاء وبذل وأن انتماءهم لوطنهم يعني ضرورة البذل والاجتهاد ليس لأداء الواجب فقط بل وللتميز في تحقيق النجاحات محليا وعالميا, نجاحنا في الحج كان محل تقدير عالمي وجماله أنه جاء بجهد سعودي بالكامل تخطيطا وتنفيذا ومتابعة بقيادة خادم الحرمين الشريفين المتابع الأول للحج والحجاج للاطمئنان على سلامتهم. تحية لوطن ومواطن اعتاد أن يكون حاضرا بتميز, وطن أبناؤه يدركون أن وطنهم وهبه الله مقدرات وخيرات كثيرة ومحبوه كثر وخصومه كثر. تلك النجاحات المتوالية لم تكن ضربة حظ ولم تكن نتيجة الاستعانة بفرق خبراء غير سعوديين, بل هي نجاحات سعودية صرفة بقيادة حكيم الوطن الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين وقائد الاتحاد العالمي ضد الإرهاب, وهو نتيجة جهود شباب الوطن بقيادة أمير الشباب وعراب التحول الوطني ولي العهد محمد بن سلمان. نجاحات الوطن تستحق أن نقف أمامها كثيرا وأن نحتفل بها أكثر وأكثر, لو أن ما تحقق في الحج كان في دولة أخرى لوجدنا قنواتهم التلفزيونية توثقه بكل تفاصيله وتحوله لمهرجان إعلاني عالي الجودة للمؤسسات الحكومية ولكن في السعودية تعودنا أن نعمل بصمت خاصة مع الحج والحجاج توسعة الحرم كانت أكبر توسعة في التاريخ ساهمت بقوة وسهولة في زيادة عدد الحجاج ليكونوا هذا العام أعلى عدد من أي عام مضى (أكثر من مليونين وثلاث مئة ألف حاج) ومع ذلك تعاملنا مع الرقم باعتيادية علما أن توسعة الحرم التي قام بها الملك الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز كلفت مليارات الريالات لاقتصاد يعاني من تأثير انخفاض النفط ومع ذلك استمرت خدمات الحج والحجاج في تزايد لتبلغ ذروتها هذا العام دون أي تأثير... بل زيادة في الخدمات والتسهيلات مع حفظ أمن أكثر من مليوني حاج بينهم المسن والطفل والمعوق والمحتاج للتوعية بأركان الحج. نجاحات سعودية متوالية حق علينا أن نبتهج بها على كافة المنصات الإعلامية كأبسط الممارسات الوطنية.