حج 1438ه، صنع أنموذجاً مضيئاً، ورسم جزءاً "كالعادة" من إبداع السعوديين وملحمة أنيقة وثمرة يانعة لخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن؛ فحق لنا الفخر تمثيلاً مشرّفاً، ومنه انطلاقاً سأنعطف بنشوة فخر نحملها على جباهنا وأمام عقولنا بإنجازٍ لا يقبل أنصاف الحلول لأن لغته "أرقام" لا تمثل سوى حقائق وجمال تكامليّ قدمت فيه أكثر من 18 جهة حكومية وبإشراف عام من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، إمتدادا لقيادة سعودية وشعب أمين حملوا على عاتقهم شرف الخدمة والمسؤولية معاً بإخراجٍ أنيقٍ لخدمة أشرف بقعة وأكرم خلق، فكان العامل المشترك امتداد الأدوار المضيئة والنماذج الوطنية المخلصة الناصعة فكانوا كعهد وطنهم بهم والمسلمين كافةً، فتحملوا مسؤوليات جسيمة وتضحيات مشرفة في خدمة ضيوف الرحمن. فكان الأبرز جهود "الأمن العام" بقواته المختلفة ورجاله المخلصين من جنود وضباط وقيادات أظهروا احترافية عالية، بدءاً من نجاح تطبيق الخطط الأمنية والمرورية والتي عمل عليها استعداداً أكثر من 157 ألف رجل أمن، وقوة خاصة، ورجل مرور، أسهموا في تمكين الحجاج من أداء مناسكهم بيسر وأمان، وحضناً دافئاً لهم وصدراً رحباً وأذرعاً امتدت أماناً وعوناً. أما "وزارة الصحة" فقد قدمت جهوداً عظيمة إمتداداً لما يقوم بها منسوبوها كل موسم حجٍ؛ لتوفير الرعاية الصحية للحجاج من خلال ما قدمه 30870 موظفاً من القوى العاملة من خدمات وقائية وعلاجية وإسعافية وتشغيل كامل لبرنامج الجودة النوعية الخارجية بمختبرات مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، فهيأت مرافق صحية في المشاعر المقدسة بلغت أكثر من 25 مستشفى و141 مركزاً صحياًّ و17 مركزاً للطوارئ على جسر الجمرات، وكذلك 200 سيارة إسعاف لخدمات الطب الميداني، وخدمات صحية نوعية لعددٍ من الحجاج المرضى برعاية مباشرة لأكثر من 1200 عملية، تضمنت إجراء 102 قسطرة قلبية، و6 عمليات قلب مفتوح، وإجراء 752 غسيل كلوي، و32 عملية منظار، و259 عملية جراحية، مع إجمالي عدد زيارات أقسام الطوارئ بمستشفيات مكةالمكرمة والمدينة المنورة من الحجاج بلغ 9935 زيارة، وعدد مراجعي العيادات 14126 مراجعًا، وعدد مراجعي المراكز 119964 مراجعًا، فيما بلغ عدد حالات الدخول 1049 حالة، مع مناظرة أكثر من 300 ألف حاج عبر مراكز المراقبة الصحية، وتطعيم أكثر من مليون ومائة ألف حاج في فترة وجيزة. وفي نفس المنعطف، كانت "الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي" ناجحة بخططها واستعداداتها لإتمام جميع المناسك بأكثر من (15) ألف موظف وموظفة جندتهم لتقديم منظومة من الخدمات المتنوعة لقاصدي المسجد الحرام وسخرت 14 ألف عربة لذوي الاحتياجات الخاصة وثلاثة آلاف حافظة زمزم و136 خزانا يزود على مدار الساعة، مع المتابعة الدائمة لنظافة المسجد الحرام وتطهيره لحظة بلحظة بشكل مدهش وكفاءة سريعة دون إعاقة لحركة الحجيج؛ فغسل المطاف وحده كاملاً كان في أقل من نصف ساعة وبكثافة من آلاف العمال وأكثر من 300 معدة وآلة، تغطي حتى دورات المياه المحيطة بالمسجد الحرام البالغة أكثر من ثلاثة آلاف دورة مياه منها أكثر من سبعين دورة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة.. ورغم أن النجاح ولغة الأرقام لاتنتهي، فهناك تتمة بالطبع.