واصلت قافلة مسلحي تنظيم «داعش» الذين انسحبوا من الحدود اللبنانية السورية مسيرها باتجاه شرق سورية الخميس بعد أن أعاقت ضربات جوية نفذها التحالف الدولي بقيادة واشنطن طريقها لمنعهم من الاقتراب من الحدود العراقية. لكن القافلة تتجه إلى مدينة الميادين على بعد 45 كيلومترا جنوب شرق دير الزور وليس إلى البوكمال الواقعة على الحدود مع العراق، وفق ما أوضح مصدر ميداني متابع لاتفاق الإجلاء. انطلقت القافلة التي تقل مئات المتطرفين مع عائلاتهم الاثنين من الحدود اللبنانية السورية بموجب اتفاق مع ما يسمى ب»حزب الله» أغضب بغداد. وكان يفترض أن تتجه إلى البوكمال في دير الزور، المحافظة السورية الوحيدة التي لايزال يسيطر عليها تنظيم «داعش». وفي واشنطن، قال الليفتنانت جنرال ستيفين تاونسند قائد التحالف الدولي في سورية والعراق إن القافلة غيرت مسارها بعد أن زودتها قوات مؤيدة لبشار الأسد بالطعام والمياه. وأشار تاونسند إلى أن التحالف عرقل تقدم القافلة قبل الحدود بقصف الطريق وجسر يربط بلدة حميمة السورية بالبوكمال في دير الزور. كما أوضح أن التحالف هاجم سيارات تابعة للتنظيم المتطرف حاولت الانضمام للقافلة. وأكد تاونسند «لم نهاجم القافلة على الإطلاق» بسبب وجود النساء والأطفال. لكنه قال «كنت أرغب كثيرا في الوصول للمقاتلين في القافلة». وكان مصدر ميداني قال لفرانس برس الخميس إن القافلة التي توقفت لمدة 72 ساعة على مشارف محافظة دير الزور واصلت طريقها لكنها غيرت مسارها. وقال المصدر «تغير مسار الحافلة شمالا أكثر باتجاه مدينة السخنة» في محافظة حمص التي يسيطر عليها النظام السوري. وأضاف أن «القافلة ستتوجه إلى مدينة الميادين بدلا من البوكمال»، دون أن يوضح إن كان لذلك علاقة بالموقف العراقي. إلى ذلك قال وزير الخارجية الفرنسي ايف لودريان الجمعة إن بشار الأسد «لا يمكن أن يكون الحل في سورية» وأن المرحلة الانتقالية «لن تجري معه»، مستعيدا موقف فرنسا التقليدي حول الملف. وقال لودريان لاذاعة لوكسمبورغ «لا يمكن أن نبني السلام مع الأسد. لا يمكنه أن يكون الحل. الحل هو في التوصل مع مجمل الفاعلين إلى جدول زمني للانتقال السياسي يتيح وضع دستور جديد وانتخابات، وهذا الانتقال لا يمكن أن يتم مع بشار الأسد الذي قتل قسماً من شعبه».