أسفرت أول غارة جوية شنّتها فرنسا على مقار لتنظيم «داعش» في سورية، عن مقتل 30 متطرفاً على الأقل، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وذكر مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس: «قتلت الغارة الفرنسية (الأحد) على معسكر تدريب للتنظيم في شرق البلاد، 30 عنصراً من التنظيم على الأقل، بينهم 12 من أشبال الخلافة». وأشار عبدالرحمن الى أن بين القتلى مقاتلين أجانب، كما أدت الغارة الى غصابة 20 شخصاً بجروح. ووقع الهجوم في محافظة دير الزور (شرق) قرب مدينة البوكمال الحدودية، التي يستخدمها التنظيم معبراً لربط مناطق مما يسميه أرض «الخلافة» في سورية والعراق. وأوضح «المرصد» في تقرير: «طائرات التحالف قصفت صباح يوم الأحد، مزرعة النخيل قرب بلدة الجلاء بريف دير الزور الشرقي والواقعة غرب مدينة البوكمال التي يتخذها تنظيم «الدولة الإسلامية» كمعسكر للتدريب، يعتقد أنها طائرات فرنسية، ما أسفر عن مقتل وجرح 50 على الأقل، بينهم 30 تأكد مقتلهم من ضمنهم ما يُعرف ب «أشبال الخلافة» ومقاتلون عرب من شمال أفريقيا وسوريون وعراقيون»، لافتاً الى أن التنظيم «يعتمد على تجنيد الأطفال السوريين في مناطق سيطرته منذ بداية العام، ويجنّدهم على رغم رفض كثر من الأهالي عملية التجنيد، وذلك لزعمه بأنهم «بالغون ومسؤولون عن قراراتهم» على حدّ تعبيره. في المقابل، أشار «المرصد» الى أنه «ارتفع إلى 37 بينهم 11 طفلاً و6 نساء وسبع جثث مجهولة الهوية، عدد الشهداء الذين قضوا نتيجة مجزرة نفذتها طائرات نظام بشار الأسد الحربية (أول) أمس، والتي استهدفت أطراف السوق المقبي في مدينة الميادين الواقعة بريف دير الزور الشرقي ويسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية»، مضيفاً: «عدد الشهداء مرشحّ للارتفاع بسبب وجود مفقودين، وإصابة العشرات بجراح، بعضهم لا يزال في حالة خطرة، كذلك قصف الطيران المروحي ببرميل متفجر منطقة في حي الحويقة بمدينة دير الزور». وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الأحد: «إن فرنسا ضربت معسكراً لتدريب تنظيم داعش الإرهابي الذي يهدّد أمن بلادنا»، مؤكداً أن «ست طائرات، بينها خمس رافال، استخدمت» في تنفيذ هذه الضربة. وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، الاثنين: «وجهنا ضربة عسكرية الى موقع حساس للغاية لداعش»، لكنه لم يشأ الإفصاح عن طبيعة النشاطات المستهدفة وعن وجود محتمل لفرنسيين أو ناطقين بالفرنسية في المكان. وتشارك باريس في ضربات التحالف المعادي لتنظيم «داعش» في العراق، لكنها امتنعت حتى الآن عن التدخل في سورية خشية أن يؤدي ذلك الى دعم موقف الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها غيرت استراتيجيتها باسم «الدفاع المشروع عن النفس» في مواجهة الخطر الإرهابي. ومنطقة دير الزور تقع عند ملتقى سورية والعراق، وكانت «النواة الاستراتيجية» لمتطرفي تنظيم «داعش» المتطرف «عندما دخلوا من العراق لاحتلال جزء من سوريا»، وتضم «الكثير من الثروات النفطية» على قول لودريان. وقد أجرت القوات الفرنسية طلعات جوية استطلاعية منذ الثامن من أيلول (سبتمبر)، فوق سورية استعداداً لضربات محتملة.