غداً هو يوم الوقفة على صعيد عرفات الطاهر حيث يقف ضيوف الرحمن يسبحون ويهللون ويكبرون، هو اليوم الذي يباهي فيه المولى عز وجل ملائكته بعباده، فعن نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أنه قال: «إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثاً غبراً»، وفي حديث آخر: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم». هو يوم الرحمة والمغفرة والعتق من النار، يومٌ يقف فيه حجاج بيت الله الحرام يؤدون أهم مناسك الحج، فعن رسول الهدى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أنه قال "الحج عرفة"، وفي حديث آخر "ما من أيام عند الله أفضل من عشر ذي الحجة، فقال رجل هن أفضل أم من عدتهن جهاداً في سبيل الله، قال: هن أفضل من عدتهن جهاداً في سبيل الله، وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء يقول: انظروا عبادي جاؤوني شعثاً غبراً ضاحين، جاؤوني من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عذابي، فلم يُر يوم أكثر عتيقاً من النار من يوم عرفة". وثواب يوم عرفة لا يقتصر على الحاج فقط بل يتعداه لمن لم يحج فقد أجمع العلماء على أن صيام يوم عرفة أفضل الصيام في الأيام جميعها بعد صيام رمضان؛ لما رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "صيامُ يومِ عرفة، أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه والسنةَ التي بعده"، فضائل عظيمة في يوم عرفة يغدق فيها المولى عز وجل فضائله ورحماته على عباده المسلمين، وحري بنا أن ننهل من تلك الحسنات لننال خير الجزاء من رب العباد". نتمنى على الله عز وجل أن يمنَّ على حجاج بيته الحرام بقبول حجهم، وأن يقضوا مناسكهم بكل يسر وسهولة حتى عودتهم إلى بلدانهم بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور.