حمل المحامي الدكتور ماجد قاروب تزايد القضايا والشكاوى ضد الأندية السعودية لدى "الفيفا"، وتضخم المطالب المالية نتيجة سوء التواصل والتعامل من هيئة الرياضة والاتحاد السعودي والتشريعات واللوائح الرياضية المعمول بها منذ أعوام ولم تتغير. وسياسة العمل بنادي الاتحاد والتي فشلت بإدارة القضايا لم تكن بالمستوى المأمول، ما جعل الوضع يتأزم وقال: "اتحاد الكرة السابق والحالي لم يقوما بدورهما كما يجب من خلال ضعف متابعة قضايا الأندية أمام الاتحاد الآسيوي والدولي بسبب ضعف التشريعات وتطبيقها، وعدم وجود حلول جذرية لجميع الأندية، وليس فقط الاتحاد". وأضاف: "الوضع القانوني فيما يتعلق بقضايا الأندية السعودية لدى الاتحاد الدولي صعب، ويجب تكاتف إدارة النادي مع اتحاد القدم وهيئة الرياضة لمعالجة جذرية لجميع القضايا بصورة حقيقية، وليس بمسكنات خفيفة لا تعالج المشاكل. واستمرار مشاكل الأندية السعودية الخارجية لدى "الفيفا" خصوصاً الاتحاد أمر خطير جداً، ويحتاج لتدخل من هيئة الرياضة نتيجة تراكم قرارات عشوائية، وسوء تعامل فيما يخص الشق المالي، وضعف تطبيق اللوائح، ومراجعة العقود عبر الأعوام، وهذا نتيجة ضعف الجهاز الإداري والتنظيم، وعدم الإلمام بالجديد فيما يتعلق بالتشريعات القانونية، والاستمرار على العمل باللوائح القديمة التي فقدت فعاليتها مع الزمن، وعدم وجود احترافية بعمل بالأندية، والاستمرار في الاعتماد على ما يقدم من دعم من هيئة الرياضة". وتابع قاروب من خلال حديثه ل"الرياض": "التشريعات القديمة تؤدي إلى فساد مجالس الإدارات بالأندية السعودية، والجمعيات المعمول بها لا ترسخ لوجود جمعيات حقيقية تعمل بالشكل المطلوب في الأندية، والبعد عن المتاهات، والوقوع بإشكاليات قانونية مع الاتحاد القاري والدولي كما هو الآن، فالوضع بالأندية لم يتغير منذ 30 عاماً وأكثر، مجالس صورية تجتمع وفق مصالحها، وتقتصر على الحضور لبعض الأعضاء، أو اجتماع من محبي النادي، ونقاش غير مجدٍ، ينتهي بالتصفيق والتهليل، وربما يتطور الأمر لقتل أي محاولة لأي عضو يبحث عن حلول مستقبلية للتطوير". وعزا المحامي الذي عمل عضواً في اللجنة القانونية بالاتحاد الدولي لكرة القدم لأعوام عدة ويعمل حالياً مستشارًا لرئيس الجمعية الدولية للقانون الرياضي ما يحدث بالأندية من هدر مالي، وتوقيع عقود بالملايين لصفقات مبالغ فيها، لعدم وجود إدارة قانونية ومحاسبية بالدرجة العالية لتقييم الصورة، والإعلام والجماهير يتأثرون بوعود خادعة، وصفقات ليست رياضية بالدرجة الأولى، واستمرار أزمة نادي الاتحاد يتحمل جزءاً منها بعض المحسوبين على النادي من بعض المنتمين للإعلام، فهم لم يبحثوا عن مصلحة الكيان بقدر إثارة الفتن بعيداً عن أي منطق رياضي أو ثقافي، ويمكن استمالته لمصلحة الإدارة وليس النادي، فتجد بعض الكتاب والجماهير تتبع رئيس النادي وليس النادي الكيان، وهذا خطأ فادح للأسف، مستمر بالنادي، وساهم بترسيخ الانقسام داخله، ومصطلح المطانيخ والعتاريس كان من أحد الأمور التي ساهمت فيما يحدث لنادي الاتحاد نتيجة الغمز واللمز ضد أو مع مصلحة بعض الأسماء المعروفة، وهذا واقع نادي الاتحاد خلال 15 عاماً الأخيرة، فكانت نتيجة تراكم الديون برقم فلكي أرهقته وأثقلت خزينته وأقولها وبكل صراحة: إداراتا أحمد مسعود وحاتم باعشن تتحملان الجزء الأكبر، وساهمتا بتفجر قضايا النادي وخروجها عن أي سيطرة، مما أدت إلى قرار "الفيفا" بحسم ثلاث نقاط، ثم منع تسجيل اللاعبين، والفترة المقبلة إذا استمر الوضع كما هو ستكون مأساوية على جماهير الاتحاد". بعض كتاب وجماهير الاتحاد تابع لرئيس النادي وليس للكيان واستمر قاروب في شرح الأسباب قائلاً: "بصفتي عملت سابقاً بهيئة الرياضة واتحاد الكرة، فإنه يجب العمل بشكل سريع على تعديل اللوائح والتشريعات لتصحيح المسار، والواقع الحالي باتحاد الكرة وجميع الأندية بالمملكة ليس مناسباً، والإدارة عشوائية ويغلب عليها المزاجية وليست مستعدة أو مدركة لمعاني خصخصة الإدارة والأندية، وما حدث ويحدث من سوء تعاقدات الأندية الخارجية مع المدربين واللاعبين، وفشل بعضها أكثر من مرة في الحصول على الرخصة الآسيوية، وخسائر معظم القضايا الخارجية دليل واضح على ضعف الدراية القانونية والإدارة الرياضية والأندية والكرة المحترفة، وأود أن أوضح أنني عملت في نادي الاتحاد لمعالجة الديون الخارجية، وحققنا نتائج قوية في حصر القضايا، والحصول على أول قرض بنكي على مستوى الأندية بطلب من الجهات المقرضة بتواجدي شخصياً وبمعرفتي، ولم يكن خيار إدارة إبراهيم البلوي أنذاك". ووصف المحامي الاتحادي السابق: "ديون النادي بالواقع المؤسف لجميع الأندية السعودية من دون أي استثناء، وقال: "هذا يهدد بالكثير من القضايا في الفترة المقبلة، وتواصل المشاكل في الأندية وراءه حوادث الرياضةمالياً وإدارياً وقانونياً، والتشريعات الرياضية في الهيئة، وضعف إدارتها للمشاكل والأزمات. وهناك حلول لتعديل أوضاع الأندية السعودية فيما يخص الديون الخارجية والداخلية، من خلال قرارات تاريخية من الهيئة، وليست شكلية أو إعلامية، ويجب تطبيق مبادئ التسوية الواقية من الإفلاس على الأندية السعودية؛ لمعالجة مشاكلها المالية والإدارية. وتاريخياً ساهمت جميع إدارات نادي الاتحاد في تراكم الديون، وحاول البعض إخفاء حصول النادي على أكبر رعاية في الموسم أمام جميع الأندية الجماهيرية، ولكن للأسف لم يستفد منها كما يجب بسبب عدم وجود احترافية. فهل يعقل أن تكون مشاكل الاتحاد بسبب صفقتي لاعب الوسط البرازيلي دييغو دي سوزا وناديه، والمدرب الروماني فيكتور بيتوركا، والتي كلفت الاتحاد 25 مليون يورو؟". د. ماجد قاروب