أن نلوم هيئة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم لتقاعسهما عن الوقوف مع الأندية السعودية في قضاياها لدى المنظمات الرياضية الدولية لمرة أو مرتين أو حتى ثلاث لإصلاح الخلل وتتجنب هذه الأندية العقوبات الخارجية فربما يكون مقبولا بعض الشيء، ولكن أن تتوالد القضايا وتتراكم وسط الأدراج وتشغل الرأي الرياضي معظم الوقت وتستغيث الأندية لنجدتها وهي من ورطت أنفسها، فهنا لابد من وقفة تأمل ومراجعة صدق من أجل الوصول إلى المتسبب الرئيسي وتحميله المسؤولية كاملة، وحتما ستكون الأندية هي المسؤولة بالدرجة الأولى ومن أوصلنا إلى هذا الوضع الذي احرج رياضة الوطن مع "الفيفا" فليس من المعقول أن تسلم هذه الأندية نفسها لمشاكل تورطها وتحرج هيئة الرياضة واتحاد الكرة. أين متابعتها للقضايا من اتحاد الكرة وإلى "الفيفا" ومع أصحاب الحقوق، لماذا تهمل هذا الجانب المهم؟ اليس لديها محامون وإدارات قانونية وسكرتارية يقومون بالدور المناط بهم على أكمل وجه، اين مراجعة العقود في كل فقرة قبل التوقيع، وتجنب الهفوات، والأخطاء القانونية الملزمة؟ الأمر ليس مجرد توقيع والاستعانة بأي عقد قديم يغطيه الغبار مجرد تغيير الاسم في اليوم الأخير من فترة التسجيل، ولكن احترافية وذكاء وإلمام بكل صغيرة وكبيرة، إذا كان الأمر مجرد توقيع على أي عقد يحمل بعض الشروط العشوائية فما الفائدة من وجود قانونين في الأندية؟ هل هم مجرد موظفين يتقاضون مرتبات عالية ومميزات من تذاكر سفر وفنادق، بدلا من الحيلولة دون الوقوع بمشاكل كبيرة وقضايا قانونية نهايتها اجبار النادي على التسديد أو تحمل العقوبات كما حدث لناديي الاتحاد والشباب. والمؤلم أكثر عندما نجد أن بعض القضايا لها أعوام كثيرة تتنقل بين أدراج "الفيفا" ولجانه، ومحكمة "كاس" من دون إغلاقها، وهذه من مساوئ العمل غير المؤسسي الذي يفترض أن ينتقل من إدارة إلى أخرى من دون ضرر على النادي، كل إدارة ترحل وقد تركت خلفها أكواما من الأوراق والقضايا بلا حسيب ولا رقيب، وهذه نتيجة غض الطرف والمجاملات لفترة طويلة، حتى اكتشفت بعض الأندية أنها أمام الأمر الواقع، فإما التسديد أو الرضوخ للقرارات الالزامية وعقوبات سحب النقاط والحرمان من التعاقدات، لم تجلس إدارة نادي تحترم نفسها وتحرص على الكيان مع نفسها وتفكر جيدا حول كيفية تفادي المشاكل، دورها فقط توقيع العقود مع اللاعبين والمدربين بأرقام مالية كبيرة ولانعلم من أين تأتي بقيمتها وهي التي تصرخ من الديون والمطالب المالية لأطراف أخرى؟ ثم ترحل وقد ورطت النادي وهيئة الرياضة واتحاد الكرة وكأن شيئا لم يكن، هذا عبث وتلاعب بمصالح الرياضة والنادي، وغياب لضمير المسؤولية، وقد تذكرنا قرارات الاستثناء وغض الطرف عن الديون عند كل فترة تسجيل للاعبين فكانت النتيجة مثل ما نحن نعيشه الآن من ورطة كبيرة للأندية.