في خطوة تعد الأولى في الإعلام العراقي بدأت قناة العراقية بث المسلسل السعودي طاش في أحد أجزائه السابقة، وتُعد هذه الخطوة الأولى من نوعها لقيام قناة عراقية ببث مسلسل درامي سعودي، كما ان بث مسلسل طاش له دلالة إيجابية منها أن طاش حقق شعبية عربية وتجاوز الإقليمية المتمثلة بالانتشار بين دول الخليج وقد يكون طاش أحد أهم الوسائل في توصيل اللهجات السعودية للمنطقة العربية فكثيرة هي المصطلحات السعودية التي أصبحنا نسمعها في السنوات الأخيرة من مواطني الدول العربية، وكما حققت الدراما المصرية في السابق أهم انتشار للهجة المصرية في الوطن العربي، حقق طاش ما عجز عنه المغرب العربي مثل تونس والجزائر والمغرب في تحقيقه بنشر اللهجات كما حققه طاش فلم تصل الدراما المغربية ولا التونسية ولا الجزائرية للمنطقة حتى الآن لصعوبة اللهجة التي لم تكسرها حتى الآن كثافة الإنتاج الدرامي الذي يسهم في نشر اللهجة وإيصال الأفكار حول شعوب تلك المنطقة التي تُعد حالياً معزولة درامياً عن المنطقة العربية، كما تعد حالياً سورية إحدى أكثر الدول تواصلاً مع العالم العربي درامياً لكثافة الإنتاج الدرامي السوري الذي حقق المعادلة الصعبة وهي إيصال أفكار عن المجتمع السوري واللهجات السورية وثقافة المجتمع من خلال سلسلة الأعمال التي قدمت في السنوات الماضية كما تتواجد وبقوة هذا العام الدراما السورية والتي أصبحت تأخذ مكان المنافسة القوية أمام الإنتاج المصري الذي تراجع خلال السنوات الماضية. دراما المشرق العربي: السينما في المشرق العربي متطورة جداً وحضورها في السينما الأوروبية والفرنسية تحديداً يشكل أحد أهم روافد السينما الفرنسية التي صنعت من تاريخ منطقة المغرب العربي أروع القصص والأفلام وجدت نجاحاً واسعاً ولكن على صعيد الدراما التلفزيونية تعد منطقة المغرب العربي غائبة كلياً عن المنطقة العربية إلا أننا لا يمكن أن نغفل مشاركة بعض العناصر من المغرب العربي في الدراما السورية والأعمال التاريخية التي أنتجت في سورية، ويأتي غياب دراما المغرب العربي عن خارطة الإنتاج والعرض نتيجة أسباب تراكمية منها اللهجات ومنها توجّه المجتمع نحو السينما، كما أن انتشار المعاهد السينمائية ساهم في هذا التوجّه، ومن ناحية أخرى يبدو أن هذه الدراما لن تخرج بسهولة للعالم العربي وانتشارها سيواجه الكثير من المصاعب أولها التسويق في ظل سيطرة الإنتاج الدرامي السوري على الفضائيات العربية، كما ان المنافسة تعد صعبة جداً في ظل الظروف الإنتاجية في المغرب العربي والذي اعتاد على تواجد فرق صناعة الأفلام من هوليوود والتي أنتجت العديد من الأفلام، والخروج من هذا المأزق للدراما المغربية ودراما المشرق العربي هو التوجّه لإنتاج الأعمال باللغة العربية الفصحى حتى تتمكن من الحضور أولاً والمنافسة مستقبلاً. الدراما السورية واللهجات المتعددة: تعد حالياً الدراما السورية الأبرز في الحضور على خارطة العرض خلال شهر رمضان المبارك، وقد أسهمت مجموعة الأعمال المقدمة خلال السنوات الماضية بنشر اللهجة السورية وبجميع تشعباتها ويعد الفنان ياسر العظمة الأكثر استخداماً لتعدد اللهجات وتنوع الكركترات التي تقتبس في النهاية من المجتمع السوري والذي قدمت أدق تفاصيله عبر أعمال مثل بقعة ضوء ومرايا ياسر العظمة كما أن سلسلة الأعمال الاجتماعية عكست الكثير من تفاصيل الحياة في المجتمع السوري. الدراما السعودية وانحصار التوصيل: تنحصر الدراما السعودية في موصل واحد تقريباً هو الذي يُعد الأبرز من الأعمال السعودية وهو طاش الذي أسهم عبر أجزائه السابقة في تكريس اللهجة السعودية وتوصيلها للعالم العربي حتى أصبحت اللهجة السعودية ورغم تنوعها مفهومة ومقبولة من قبل المجتمع العربي.